الثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا المعاصر؛ الدراما العراقية نموذجاً
العنوان: الثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا المعاصر؛ الدراما العراقية نموذجاً
الكاتب/الكتّاب:
جميله عبد الواحد حافظ الخزاعي - جامعة الامام الكاظم عليه السلام
-
-
-
الملخّص
تناولت في البحث نبذة مختصرة من سيرة فيلسوف العصر الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره والثقافة بمفهومها العام والثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا العراقي، واتخذت من الكلمة الارتجالية التي القاها الشهيد الخالد السيد محمد باقر الصدر قدس سره بتاريخ 15 رجب 1399 هجرية في الوفد النسائي الذي قدم له البيعة بقيادة الشهيدة سلوى البحراني رحمها الله ( من مخطوطات ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر قدس سره ) موضوعاً للبحث والتي قال فيها سلام الله عليه :
” منذ دخل المستعمرون عالمنا الإسلامي قبل ستّين سنة أرادوا أن يقنعوا شبابنا وشابّاتنا بأنّ الثقافة عبارة عن لون من المجون ، عبارة عن ألوان السفور والاختلاط ..عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات … عبارة عن الابتعاد عن المسجد وعن الاسلام وعن المرجع وعن الصلاة.
واتخذت من الدراما العراقية نموذج لهذه الثقافة بما تعرضه من اعمال درامية تحمل تقاليد ومشاهد لا تمت بصلة لمجتمعنا العراقي بصورة عامة والاسلامي بصورة خاصة، وتعتبر طارئة على تقاليدنا وثوابتنا التي تربينا عليها، وحتى لغة الممثلين نجدها هجينة تجمع بين العربية والمفردات الانكليزية وكأن الثقافة الحقيقية بترك اللغة العربية بالإضافة للمحتوى الذي لا يمت بصلة لواقعنا الذي من المفترض أن يرفد بكل ما هو بشأنه الحفاظ على الدين والاسرة والثوابت حتى رأى الكثير أن الاسلام عاد غريباً.
تناولت بالبحث ثلاث اعمال درامية نموذج هي ( مسلسل الفندق، مسلسل فايروس، مسلسل حيرة ) .
أما عن أهميّة البحث، فتكمن أهميته للأسرة والمجتمع وللباحثين.
أما الهدف من البحث، هو طرح المشكلة ومحاولة وضع بعض الحلول الناجعة والتي تهدف لحماية المجتمع من الغزو الغربي واخراج المسلمين عن دينهم وايجاد مجتمع خالي من الغفلة في امور دينهم ومجتمعهم ومحاسبة النفس الامارة بالسوء قبل فوات الاوان.
وعن أسبابِ اختيار هذا الموضوع بالتحديد فيعود لأسباب عديدة منها :
- أسباب شخصية : أن موضوع المسابقة هادف وسامي ويتناول فيض من شخصية وعلوم فيلسوف العصر الشهيد السيد محمد باقر الصدر سلام الله عليه.
- أسباب اجتماعية : بسبب الانحلال الاخلاقي والذي ازداد في المجتمع بحجة التطور والانفتاح.
- أسباب علمية : قلة البحوث المنهجية في هذا المجال.
بدأت بكتابة بحثي الموسوم (الثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا المعاصر … الدراما العراقية نموذجاً) ، بعد أن قرأت إعلان عن المسابقة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) في الخامس عشر من شهر كانون الأول عام 2022 ، واتخذت من العراق / محافظة بغداد مكان لبحثي.
أما عن جملة المصاعب التي واجهتها في كتابتي للبحث، هو قلة المصادر، لهذا استعنت بأدوات الملاحظة ووجهة نظر بعض النساء المؤمنات والاكاديميات من عراقنا بموضوعِ البحث، وكذلك بعض المعلومات التي امتلكها وايضاً المنشورة في المواقع الالكتروني .
يتكون البحث من مقدمة، تمهيد، مبحثين، خاتمة، توصيات، المصادر، الفهرست، فجاء المبحث الاول ليسلط الضوء على حياةِ الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره، أما المبحث الثاني، فكان موضوع البحث : الثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا المعاصر … الدراما العراقية نموذجاً.
الكلمات المفتاحية: الثقافة الإسلامية,الصراع الثقافي,الغزو الثقافي,الاستشراق الجديد
Abstract:
In the research, I dealt with a brief summary of the biography of the martyr philosopher of the era, Sayyid Muhammad Baqir al-Sadr, may God bless his soul, and culture in its general sense and the hybrid and imported culture in our Iraqi society. He has the pledge of allegiance under the leadership of the martyr Salwa al-Bahrani, may God have mercy on her soul (from the manuscripts of the archives of the World Conference of the martyr al-Sadr, may his secret be sanctified) as a subject for discussion, in which he, may God’s peace be upon him, said:
Since the colonizers entered our Islamic world sixty years ago, they wanted to convince our young men and women that culture is a form of promiscuity, a form of unveiling and mixing.
And I took the Iraqi drama as a model for this culture, with what it presents of dramas that carry traditions and scenes that have nothing to do with our Iraqi society in general and Islamic in particular, and are considered emergency on our traditions and constants that we were brought up with, and even the language of the actors we find it a hybrid that combines Arabic and English vocabulary as if the real culture left the language Arabic, in addition to content that is not related to our reality, which is supposed to be supplemented with everything related to preserving religion, family, and constants, until many saw that Islam has returned to being strange.
The research dealt with three model dramas, which are (The Hotel series, Virus series, and Hira series).
As for the importance of research, its importance lies in the family, society and researchers.
As for the aim of the research, it is to present the problem and try to develop some effective solutions that aim to protect society from Western invasion, drive Muslims out of their religion, create a society free of heedlessness in matters of their religion and society, and hold the self-responsible for evil accountable before it is too late.
As for the reasons for choosing this topic in particular, it is due to many reasons, including:
1- Personal reasons: The topic of the competition is purposeful and sublime and deals with an outpouring of the personality and sciences of the martyred philosopher of the era, Mr. Muhammad Baqir al-Sadr, may God’s peace be upon him.
2-Social reasons: due to the moral decay that has increased in society under the pretext of development and openness.
3- Scientific reasons: the lack of systematic research in this field.
I started writing my research tagged (Hybrid and Imported Culture in Our Contemporary Society… Iraqi Drama as a Model), after I read an announcement about the competition on a social networking site (Facebook) on the fifteenth of December 2022, and it was taken from Iraq / Baghdad Governorate place for my research.
As for the difficulties that I faced in writing the research, it is the lack of sources, so I used observational tools and the point of view of some believing women and academics from our Iraq on the subject of the research, as well as some of the information that I possess and also published on the websites.
The research consists of an introduction, a preface, two chapters, a conclusion, recommendations, sources, and an index. The first chapter came to shed light on the life of the martyr, Sayyid Muhammad Baqir al-Sadr, may his secret be sanctified. As for the second chapter, the subject of the research was: Hybrid and imported culture in our contemporary society… Drama Iraqi example.
Keywords:
البحث الكامل
المقدمة
والصلاة والسلام على سيد المرسلين مبعوث رب العالمين محمد بن عبد الله الصادق الآمين، وعلى الغر المحجلين من آل بيته الطاهرين حجج رب العالمين على الخلق أجمعين، وعلى أصحابه الأوفياء المنتجبين.
أما بعد…
لطالما سمعنا بمقولة ( الفن مرآة المجتمع ) فاذا أرت أن تتعرف على مجتمع عليك أن تشاهد الفن الذي يقدمه، فهل ما تقدمه الدراما العراقية في السنوات الاخيرة من فن تمثل المجتمع؟ وهل أثر هذا الفن في الاسرة؟
أن من يتابع ما انتجته الدراما العراقية في السنوات الاخيرة وتحديداً مسلسلات (مسلسل الفندق، مسلسل فايروس، مسلسل حيرة ) يجد أنها اعمال هجينة ودخيلة على مجتمعنا الاسلامي وتقاليدنا التي تربينا عليها وابائنا واجدادنا منذ القدم، وكلما انتقد احداً هذه الاعمال كان الرد : أنه زمن الانفتاح.
ولا نعلم هل الانفتاح معناه الخروج عن ثوابت الدين والقيم والمبادئ السامية؟، حتى بات البعض منا يقلد الغرب في اللباس والكلام والاختلاط وحتى اسلوب التعامل مع الاخرين، وهذا ما حذر منه فيلسوف العصر آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره المجتمع وأن ينتبهوا جيداً لمفهوم الثقافة عندما قال قدس سره الشريف :
” منذ دخل المستعمرون عالمنا الإسلامي قبل ستّين سنة أرادوا أن يقنعوا شبابنا وشابّاتنا بأنّ الثقافة عبارة عن لون من المجون ، عبارة عن ألوان السفور والاختلاط ..عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات … عبارة عن الابتعاد عن المسجد وعن الاسلام وعن المرجع وعن الصلاة”. (1)
أن الدراما العراقية في الآونة الاخيرة باتت تنتج اعمالاً درامية تهدف للشهرة وحصد اعلى المشاهدات وتصدر تقاليد ومشاهد هجينة مستوردة لا تمت بصلة لمجتمعنا العراقي بصورة عامة والاسلامي خاصة، وتعتبر طارئة على تقاليدنا وثوابتنا الاصيلة التي تربينا عليها، حتى لغة الممثلين نجدها هجينة تجمع بين العربية والمفردات الانكليزية وكأن الثقافة الحقيقية بترك اللغة العربية جانباً فلا نجد اللغة العراقية الوسطية والشعبية أحياناً.
بالإضافة للمحتوى الضعيف والغير هادف الذي لا يمت لواقعنا بصلة والذي من المفترض أن يرفد بكل ما بشأنه الحفاظ على الدين والاسرة والثوابت، حتى رأى البعض أن الاسلام عاد غريباً، وفي هذا البحث سنتطرق الى بعض ما يخص الدراما كنموذج لهذه الثقافة المستوردة.
قسم هذا البحث الى مبحثين يسبقها تمهيد تعرض بشيء يسير عن مفهوم الثقافة وعن الاعمال الدرامية السابقة .
المبحث الأول فكان نبذة مختصرة عن حياة الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف وجاء الفصل الثاني ليتضمن موضوع البحث ( الثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا المعاصر …الدراما العراقية نموذجاً ) واتخذت من الكلمة الارتجالية التي القاها الشهيد الخالد السيد محمد باقر الصدر قدس سره بتاريخ 15 رجب 1399 هجرية اعلاه موضوعاً للبحث, والحديث عن الاعمال الدرامية العراقية الثلاث التي انتجت مؤخراً واتخذناها نموذجاً للثقافة الهجينة المستوردة ( الفندق، فايروس، حيرة ) وبعض الآراء ممن اجريت معهن مقابلة شخصية للحديث عن الموضوع، ثم خاتمة، توصيات البحث، المصادر، الفهرست.
وعن أهميّة البحث، فتكمن أهميته للأسرة والمجتمع وللباحثين، والهدف من البحث، هو طرح المشكلة ومحاولة وضع بعض الحلول الناجعة والتي تهدف لحماية المجتمع من تقليد الغرب والغزو الثقافي واخراج المسلمين عن دينهم وايجاد مجتمع خالي من الغفلة في امور دينهم ومجتمعهم ومحاسبة النفس الامارة بالسوء قبل فوات الاوان.
وعن أسبابِ اختيار هذا الموضوع بالتحديد فيعود لأسباب عديدة منها ، أسباب شخصية هو أن موضوع المسابقة هادف وسامي ويتناول فيض من شخصية وعلوم فيلسوف العصر الشهيد السيد محمد باقر الصدر سلام الله عليه، أسباب اجتماعية ، فهو محاولة لإيجاد مجتمع فاضل والابتعاد عن التحرر الزائد بحجة التطور والانفتاح وكذلك أسباب علمية لقلة البحوث المنهجية في هذا المجال.
أما عن جملة المصاعب التي واجهتها في كتابتي للبحث، هو قلة المصادر، لهذا استعنت بأدوات الملاحظة ووجهة نظر بعض النساء المؤمنات والاكاديميات من عراقنا الحبيب ، وكذلك بعض المعلومات التي امتلكها وايضاً ما نشر بخصوص الموضوع في المواقع الالكتروني .
التمهيد
أن الثقافة الهجينة ونعني الثقافة المختلطة أو الدخيلة على المجتمع وهي ” العملية التي تحدث بعد مزيج من ثقافتين مختلفتين. تؤدي إلى اختفاء ممارسات الأجداد والفولكلور” (2)
“وهي التي تجعل أفراد المجتمع غير قادرين على الالتزام تجاه مجتمعاتهم من ناحية، كما أنها تفرض حالة من الاغتراب داخل تلك المجتمعات ..مما يجعل المجتمع في حالة من الارتباك الذي ستتولد عنه تلك الحالة من الاغتراب الثقافي. (3)
نرى في الآونة الاخيرة اعمال درامية بعيدة عن تقاليدنا وديننا واعرافنا التي تربينا عليها منذ الطفولة، تعلمنا أن الحجاب فرض منذ الصغر وحتى في الافلام التاريخية القديمة مثل فيلم ( الرسالة) نرى أن المرأة أذا دخلت الاسلام ارتدت الحجاب الابيض فنراهن يمثلن بالحجاب طيلة الفيلم، فمن اتى خلع الحجاب والتبرج الجاهلي؟
وكذلك كثرت ظاهرة صداقة الرجل والمرأة في الاعمال الدرامية وحديث المرأة للرجل الغريب تفاصيل حياتها الخاصة، قد يكون هناك البعض من يعمل هكذا ولكن في الاعمال الدرامية تسلط الاضواء على هكذا امور وكأنها عامة ومسالة عادية.
لقد دأب المصلحون في المجتمع ومنهم الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الى تقديم النصائح وخدمة المجتمع بالإضافة لمؤلفاته المختلفة الكثيرة لكي يرى مجتمع متعلم مثقف متدين خلوق يخدم الاسلام والانسانية، ولا ننسى الدور الاصلاحي الكبير لأخته الشهيدة الطاهرة آمنة الصدر عليها السلام التي كانت مثالاً للمرأة الزينبية التي يجب أن تقتدي بها كل امرأة عراقية وعربية فرغم ثقافتها ومؤلفاتها وكونها مديرة لمدارس الزهراء عليها السلام حافظت على حجابها وعباءتها لتبرهن لنا أن الثقافة ليست بالتبرج والخروج عن الدين .
أن ما يعرض من اعمال درامية عراقية يجب أن يليق بتاريخ حضارة العراق العريقة وسمو النفس البشرية وحفظ كرامتها، فالثقافة ليست بالتبرج والانسلاخ عن المجتمع والاسرة بل الثقافة فكر وهدف سامي نستطيع من خلاله الوصول الى الخالق ونحن كلنا ثقة باننا كنا كما اراد من رسولنا الكريم صلى الله عليه واله على خلق عظيم، حيث قال في كتابه العزيز (إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4).
“مثل الفن السابع والدراما حلقتان مهمتان من حلقات تشكيل الوعي والوجدان والاستنارة في المجتمع العراقي، و قد انفتح العراق على فنون العصر الحديث ارتباطا بتطوير ثقافته وتنوع مصادر فنونه، ولا غرابة في ذلك خاصة وان العراق هو مهد الحضارات القديمة البابلية والسومرية والآشورية، وقد انفتح عصريا على الفضاء السينمائي مطلع القرن العشرين، وعلى الفضاء الدرامي منتصف القرن العشرين”. (5)
فلو عدنا لتاريخ الدراما العراقية والذي امتد لعقود طويلة منذ بدء انطلاق بث تلفزيون العراق من بغداد في صيف عام 1957 لوجدنا الدراما العراقية ظلت تراوح مكانها، باستثناء بعض الأعمال المتفرقة التي وصفت بـالجيدة، بينما كانت الدراما المصرية هي المتصدرة في الشاشة العراقية، وحظيت بإقبال واسع من عموم العراقيين.
ورغم كون تلفزيون العراق الأقدم في العالم العربي الا أن الدراما لم تحظى بما حظيت بها الدول من تطور ورغم أن الاعمال الدرامية في فترة السبعينيات والثمانينيات كانت بسيطة بالفكرة والانتاج الا انها كانت تحافظ على البيئة العراقية والمجتمعية وتحاكي البيت العراقي بصورة عامة من خلال التقاليد الاصيلة واللباس والكلام والالفاظ التي يتحدث بها ابطال المسلسل ورغم بساطتها ولكنها كانت بصمة مميزة كونها كانت تصاغ لهدف أو ايصال فكرة تثقيفية أو ترفيهية، حتى في المشاهد الكوميدية لم نرى الرقص أو النكات التي احياناً لا تليق بتقاليد المجتمع العراقي كما يحدث اليوم.
وقد “ارتبط الإنتاج الدرامي بدعم الدولة التي وظفته بدورها لخدمة توجهاتها مما أدى الى غلبة الخطاب الفني المباشر في توجيه مشاهديه خاصة في أوقات الحروب، ورغم ذلك فقد عمل انجازات فنية كبيرة في حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي والتي لا تزال حاضرة في ذاكرة العراقيين حتي اليوم مثل مسلسل “الدهانة”، ومسلسل ” ابو طبر”، بجانب مسلسلات:” سامكو “، “امطار النار” “عالم ست وهيبة”، ” حب وحرب”، “وتحت موس الحلاق، ” ، ” النسر والذئب وعيون المدينة “، ” حكايات المدن الثلاث “، “فتاة في العشرين “، ” رائحة القهوة.
وقد لبست الدراما العراقية خلال السنوات الأخيرة (و لا نعمم ) ثوب التهريج وافتعال الضحكة في مقابل اغفال أهمية تنمية الذوق والأخلاق وتحقيق المتعة الفنية والمعرفية فغاب عنها الابداع والمتعة معا” (6) هل بات ما يقدم من دراما في الوقت الحاضر يعكس أفكار وهموم وتربية مجتمعنا العراقي ؟ وهل كما اراده ايه الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره؟.
المبحث الاول : نبذة مختصرة عن حياة الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف.
ما دمنا نتحدث عن الثقافة الحقيقية فأننا سنجدها قد جسدت في حياة الشهيد الصدر قدس سره، حياة كلها لله ونصرة الدين والمذهب منذ ولادته حتى استشهاده وأخته العلوية آمنة الصدر رضوان الله عليها .
لقد وُلِدَ المرجعُ الديني آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر بن حيدر بن إسماعيل الصدر، في مدينة الكاظمية المقدسة العام 1935. (7)
الموافق الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الإسلام البارزين.
وكان جده لأبيه وهو السيد إسماعيل الصدر، زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، وفخراً للشيعة، زاهداً ورعاً ظالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.
أما والدته فهي الصالحة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها.
“شرع بحياته الدراسية في منتدى النشر في الكاظمية، فبدت عليه أمارات النبوغ والعبقرية مبكرا(8)، ويقال: إنه بلغ الاجتهاد قبل البلوغ؛ ولهذا لم يقلد أحداً من المراجع”.(9)
“أغنى السيد الشهيد محمد باقر الصدر المكتبة العلمية بالعديد من المؤلفات المهمة ،التي تعد مصدراً رئيساً للباحثين وطلاب العلم، ومن مؤلفاته: بحوث في شرح العروة الوثقى ،ودروس في علم الأصول ،واقتصادنا ،وفلسفتنا ،وغاية الفكر في علم الأصول ،وفدك في التاريخ ،والبنك اللاربوي في الإسلام ،والأسس المنطقية للاستقراء ،وعشرات المؤلفات الأخرى التي تعد ثروة علمية لا تقدر بثمن”. (10)
“تتلمذ السيد الشهيد على يد عدد من جهابذة العلم ومراجع الأمّة منهم السيّد أبو القاسم الخوئيّ قدس سره والشيخ محمّد رضا آل ياسين رحمه الله”. (11)
عاش قدس سره حياته مدافعاً عن الاسلام والمذهب ونشر الفضائل بالمجتمع برفقة اخته الشهيدة الطاهرة “بنت الهدى” فلم يروق ذلك للنظامِ البائد الذي بدأ يعد الخطط للتخلص من شهيدنا الغالي فتم ” اعتقاله في 19 / جمادى الأولى / 1400 هـ الموافق 5 / 4 / 1980 م، وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهد السيد الصدر بنحو فجيع مع أخته العلوية الطاهرة (بنت الهدى).
وفي مساء يوم 9 / 4 / 1980 م (1400هـ)، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف، وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى دار المرحوم حجة الإسلام السيد محمد صادق الصدر ـ أحد أقربائه ـ وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة النجف، وكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن النجف، فقال له: هذه جنازة الصدر وأخته، قد تم إعدامهما، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما، فأمر مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت، فشاهد السيد محمد صادق الشهيد الصدر (رضوان الله عليه). مضرجاً بدمائه، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى (رحمهما الله).
وتم دفنهما في مقبرة وادي السلام، المجاورة لمرقد الإمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف.” (12)
المبحث الثاني : الثقافة الهجينة في الدراما العراقية
أن الفن مدرسة تربوية، نستطيع من خلالها أن نبني المجتمع والاسرة، واذا كنا غير قادرين عن أن نصنع حاضراً جميلاً فلا ينبغي أن نكون دعاة لأعمال فنية تنافي ديننا وتقاليدنا وهويتنا وعينا ان نحافظ على ما بقي لنا من القيم والاخلاق، فالفن الاصيل هو الفن الهادف في المجتمع.
ويأتي الفن الهابط بسبب انتشار الفضائيات المروجة له من الدول الاستعمارية والتي ركزت في اعمالها الفنية الموجهة للعرب بإدخال قيم ومبادئ لا تنسجم مع مجتمعنا بشيء بحجة الثقافة والتطور، وبدأت بتكرار هذه الاعمال حتى باتت للبعض انها امراً طبيعياً كخلع الحجاب مثلاً وكما قال الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره:
” منذ دخل المستعمرون عالمنا الإسلامي قبل ستّين سنة أرادوا أن يقنعوا شبابنا وشابّاتنا بأنّ الثقافة عبارة عن لون من المجون ، عبارة عن ألوان السفور والاختلاط ..عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات … عبارة عن الابتعاد عن المسجد وعن الاسلام وعن المرجع وعن الصلاة” (13)
وهذه الكلمة الارتجالية توضح لنا جلياً من أن الثقافة التي نحن عليها اليوم أنما هي ثقافة مستوردة من الدول الاستعمارية والهدف منها القضاء على الاسلام.
فعندما يشاهد الشباب مشاهد مخلة بالآداب بحجة الحب ومحاولة اقناع الشباب أن هذا شيء طبيعي فان ذلك سيؤدي الى هدم الاسرة والمجتمع لان البعض سيقلد ذلك وبالتالي سنسعى وراء الشهوات وترك الواجبات الاسلامية من صلاة وخلع الحجاب والانفتاح والاختلاط وغيرها من المحرمات .
بالإضافة لمشاهد متعاطي المخدرات فقد ركز الاعلام على أن يظهرهم بصورة ضعيفة وأنه ضحية للأسرة والمجتمع أي ايجاد مبررات للمتعاطين وهذ بالتالي سيؤدي الى تشجيع الشباب على التعاطي بحجج واهية ومنها الظروف .
سنتطرق الأن لنبذة مختصرة عن المسلسلات الدرامية العراقية الثلاث الاخيرة التي اتخذتها كنموذج في البحث عن الثقافة الهجينة وهي ( مسلسل الفندق، مسلسل فايروس، مسلسل حيرة ).
اولاً: مسلسل الفندق
” مسلسل عراقي درامي اجتماعي عرض في شهر رمضان 2019 ويعتبر المسلسل الرمضاني الأول الذي ينتج في العراق منذ عام 2012 وشهد عودة العديد من نجوم الفن من ممثلين ومخرجين إلى العراق للمشاركة فيه بعد غياب طويل” (14) تأليف حامد المالكي، اخراج حسن حسني، انتاج قناة الشرقية، بطولة سامي قفطان، سنان العزاوي، هند طالب، ايناس طالب.
رسالة المسلسل هي :
“الفندق يرمز لأطياف الشعب العراقي يظهر الجانب المخفي البائس لبغداد وتشابكه مع الاتجار بالبشر، ويقدم رسالة موجهة إلى العائلات العراقية لمراقبة الأولاد، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ويقدم رسالة موجهة إلى الشباب كي يحذروا من فخ الاتجار بالبشر، وهي رسالة موجهة إلى الدولة العراقية لرعاية الأبرياء والأشخاص الفقراء الذين هم ضحايا المتاجرة” (15)
المشاهد التي تحتوي على ثقافات مستوردة بعيدة عن ديننا الاسلامي ومجتمعنا
” ظهر أحد الفنانين، وهو مستلق على سرير، وتقوم الممثلة هند طالب بعملية تدليك لظهره، ومشاهد جريئة وصادمة حول المخدرات والبغاء والاتجار بالبشر في مشهد اعتبره متابعون خادشًا للحياء العام، ومخالفًا لعادات وتقاليد المجتمع العراقي خاصة في شهر رمضان. واعتبر نشطاء هذه المشاهد متعمدة، الهدف منها تشويه صورة الشعب العراقي، خصوصًا أن بعض القنوات العراقية، والدراما العراقية، تكون لها متابعة من قبل الجمهور العربي والإسلامي”.(16)
“وردت قناة الشرقية التي تعرض المسلسل المثير للجدل اختيارها واعتبرت أن «اللقطات وردت في سياق الأحداث التي بني عليها مسلسل درامي اتّسم بطرحه لمشاكل واقعية». وأكدت أن «التستر على مشاكل المجتمع قد يكون سببا في تفشيها» وقال مؤلف المسلسل حامد المالكي إنه يرحب بالنقد بصدر رحب لكن بشرط متابعة العمل من أول مشهد إلى آخره” (17)
ونلاحظ أن مسلسل الفندق قد عرض في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر عبادة وذكر الله تعالى ولا يجوز عرض هكذا اعمال درامية للأسرة العراقية والتي كان من المفروض أن تقدم اعمال تعلم الاسرة القيم والامور التربوية والانسانية والاخلاقية وتكون ذات هدف.
” احتواء مسلسلات أخرى “مشاهد لا تليق بحرمة شهر رمضان”، بحسب ناقدين، ومنها مسلسل “الفندق” لحامد المالكي الذي يتحدث عن كواليس عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية والدعارة” (18)
مسلسل الفندق اثار كل مسلم أحب الله ورسوله صلى الله عليه واله واهل بيته الاطهار عليهم السلام وكل انسان بالعالم فكل الاديان السماوية حثت على العفة والاخلاق ونبذ المحرمات فمن أين جاء البعض بهذه الامور الخدشة للحياء بحجة الانفتاح والتطور، واي انفتاح هذا الذي ينسلخ فيه الانسان عن ربه ودينهِ.
وهذا الانسلاخ الذي نوه عنه الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه بقوله أن المستعمرون يريدون أقناع الشباب بأن الثقافة عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات، وأن ما حصل في هذا المسلسل اثار حفيظة الجمهور العراقي الملتزم .
عندها كتب السيناريست العراقي حامد المالكي مؤلف المسلسل اعتذاراً للجمهور عبر صفحته الشخصية “فيسبوك” قال فيه :
“يخرج الممثل عن النص لأسباب، أهمها كسله أو عدم اهتمامه او انشغاله بأكثر من عمل، وهنالك سبب آخر، قد يكون لتمرير هدف فكري يخصه شخصيا، المهم، السيناريست يسلم النص للمخرج أمانة، يمكن تغير الحوارات قبل التصوير بين الممثل والمخرج والكاتب بعد المناقشة، لكن أن يتم استغفال الكاتب ويتغير الحوار فهذه خيانة، حدث هذا في #مسلسل _الفندق فعذرا لمن تمّ الإساءة له في أحد الحوارات، وأيضا أنا لا اكتب كلمات رخيصة في حواراتي، هذا تصرف من قبل الممثل، فعذرا للجمهور الكريم”(19).
وقد رأت الاعلامية رغد اللامي أن الفن العراقي يتجه نحو استئصال الرقي بالموضوعية حيث قالت: (20 )
“في الآونة الأخيرة، لاحظنا اتجاه الفن العراقي الذي كان يضرب به المثل في الثقافة بالطرح والموضوعية، اليوم يتجه الفن العراقي (التمثيل، المسرح) الى استئصال الرقي بالموضوعية، ربما محاولا منه ان يواكب الفوضى الدرامية في الأعمال الأجنبية والأوربية متناسيا أن العراق ممكن ان يكون له ثروة درامية دسمة يمكن ان ينهض بها فكريا وشعبيا لتصل عالميا، كما نعرف ان الشعب العراقي من اوائل الشعوب التي من الممكن أن تجعل من (س) من الناس شخصية مشهورة او عملاُ ما يصبح من اوائل الأعمال العربية، وهذا اكيد من خلال مواقع التواصل، اي بمعنى ان العمل الدرامي العراقي لا يحتاج الى الابتذال والتقليد على حساب الأعراف والتقاليد العراقية والمجتمع المحترم والأسرة المحافظة على كل ما يمس الاصول والاحترام وعدم خدش الحياء، الان أن الدراما تخطت كثير من الحدود نرى افعال او مواقف لا يمكن ومن المستحيل ان تحدث في العوائل العراقية، كوجود فتاة غريبة تعيش في منزل غريب ربما تربطهم علاقات الاجتماعية، لكن هذا لا يبرر الموقف، او حتى اصبحت كوؤس الخمر على طاولات العشاء شيء جدا عادي وكأنه مملحة وجودها على السفرة ضروري لأضافه الطعم للأكل (الفاهي) هل هذا فعلا موجود على موائدنا نحن بلد الإسلام والتقاليد، بلد الأعراف، بلد الانبياء والاوصياء، بلد الآداب التي شربناها مع اقسى الظروف، حتى في الشارع مازال الخمر لدينا يباع بشكل سري، وننظر لشاربه ان رأيناه طبعا بنظرة الاحتقار بما يجهر به، هل فعلا هذه حياتنا وأسلوبنا وواقعنا في حياتنا العادية.
حتى تجئ الدراما العراقية وتعكسه بهذا الشكل المخجل وغير اخلاقي هل هذا ما يحاولون ان يغذوا به أجيال الغد، ولم يكتفوا بهذه الافكار الدخيلة والمشاهد الخادشة للحياء في بعض المسلسلات بل تغذية العقل البشري الأحقاد والخبث والأنانية وكل ما ينافي مكارم الاخلاق الى اين ذاهبة الدراما العراقية؟ لماذا التقليد؟ ولماذا يحاولون ان يهونون المواضيع الكبيرة؟ هل هي محاولة للانسلاخ من جلودنا ؟ هل محاولة للتشبه بالغرب؟ طيب لماذا الأنسان ينصاع الى الانجذاب الى الفكر السيء او العمل غير صحيح، لماذا ان لا نتشبه او نقتبس من الدراما ما هو صحيح فقط واستخدامها او استغلالها بشكل يتماشى مع مجتمعنا، هل المشاهد لا تنجح الا بالعري او غيرها؟ هل المسلسل لا تنجح الا بالأفكار الذميمة والانحطاط الأخلاقي؟، طبعا هذه اعذار الفاشلين فقط من بعض صناع الدراما الحالية، كيب ان قلنا ممكن نواكب ما يحدث، ممن الممكن ان نأخذه ونكيفه مع واقعنا بدون اللجوء الى ما يمس كرامة الأنسان، العراق فيه من القصص وحكايا حقيقية ممكن ان نتحول الى دراما هادفة وناجحة وفي ذات الوقت تكون قوية”. وعبرت السيدة ” أم منتظر” وهي أم لبنات في بداية العقد الثاني والتي لم تشاهد أي عمل درامي عراقي بالفترة الاخيرة قائلة:
“أنا عادة لا أشاهد الاعمال الدرامية ولكني اسمع تعليقات بناتي ( هن يشاهدن ) موضوع المسلسل لا يمثل واقعنا ابداً من حيث القصة، لا يوجد في العراق أو على الاقل انا لم ارى في اي مكان فتاة تنفصل عن أهلها وتعيش لوحدها، هل بتنا نعيش في الغرب؟ هذا جديد علينا ويجب أن لا يطرح بالأعمال الدرامية كي نحافظ على ديننا ومجتمعنا،
ولم اسمع أو ارى في عراقنا الحبيب يعيش ( مساكنة ) هذه مفردة دخيلة علينا وعن ديننا أنها الثقافة الغربية فكيف لامرأة تعيش مع رجل أجنبي عنها في منزل واحد ؟ ناهيك عن الاختلاط الغير الواقعي.
أين نجد في مجتمعاتنا أبن الجيران يجلس مع بنت الجيران في الشارع، أو يزورها في بيتها أمام انظار الأم، أما ملابس الابطال فلا تعبر عن زينا العراقي الاصيل وكله مستورد أو ماركات اجنبية .
أما الالفاظ البذيئة التي تخدش الحياء عندما يتشاجر بطل المسلسل مع أصدقائه، هذه الالفاظ يجب أن لا تظهر في المسلسلات وأن نصدر ثقافة العراق الاصيل بلد الانبياء وأهل البيت عليهم السلام وبلد أقدم الحضارات التي اخترعت فيه الكتابة والثقافة الاصيلة .
سمعت حديث في لقاء للكاتب العراقي الكبير صباح رحيمة قال ما نصه ” ان المسلسل ضيف يدخل كل بيت عراقي، فيجب ان ننتقي و نؤسس عبره لأخلاقياتنا الاصيلة، اي بمعنى هو معلم و يؤثر بطريقة تراكمية، طبعا انا دائما اقترح كتابة قصص من واقعنا أو من بطولات الشهداء أو تضحيات الامهات أو قصة كفاح وغيرها من القصص ذات الهدف التربوي والاجتماعي” .
ثانياً: مسلسل فايروس:
“فايروس هو مسلسل عراقي، تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي رومانسي، أبطاله طلاب جامعيون، والسلبيات التي يتعرضون لها بسبب سوء الاستخدام الخفي للتكنولوجيا”(21)
تاريخ العرض: 10 يناير 2021 ، وتدور احداثه “عن رسل فتاة جامعية تقع في غرام أستاذها الدكتور وارث وتتوطد العلاقة بينهما تدريجيا، بينما هندرين على علاقة بلؤي، في حين تعاني نورس من ابتزاز دريد لها مقابل صورها التي لديه وهو شاب ضليع في اختراق الهواتف وابتزاز زملاؤه لكن نهايته لم تك متوقعة. ” (22).
تأليف أحمد هاتف وإخراج جمال عبد جاسم ، تمثيل /محمد هاشم، أسيل عادل، مازن محمد مصطفى، زيد الملاك.
رسالة المسلسل هي :
معالجة ظاهرة الابتزاز الالكتروني للشباب .
و”فايروس” هنا يعني القراصنة أو ما يعرفون بالهاكرز باعتباره فيروسا اجتماعيا، حيث تظهر بطلة العمل منذ الحلقة الأولى وهي تمارس تهكير صفحات زملائها الطلاب.
” أثار المسلسل التلفزيوني “فايروس” جدلا كبيرا في الشارع العراقي تمخضت عنه ردود أفعال متباينة لاسيما أنه يتناول العلاقات بين طلاب الجامعة وسلوكياتهم والألفاظ التي يتحدثون بها، فضلا عن استخدامهم الخاطئ للتكنولوجيا.
المسلسل أثار دهشة المشاهدين لما تضمنه من وقائع تقدم الحياة الجامعية بصورة لم يألفوها، كما أثار دهشة المشاهدين العاديين لما تضمنه من وقائع تقدم الحياة الجامعية بالصورة التي لم يألفوها من قبل والتي كانت بعيدة عن تصوراتهم، وعن مجتمعهم الشرقي المحاصر بالكثير من القيود.
كما تم تداول أخبار عن منع أحد الآباء ابنته من دخول الجامعة بعدما أزعجته صور العلاقات داخلها، ومن ثم انتقل الاحتجاج إلى طلبة الجامعة الذين رأوا أن أحداث المسلسل إهانة لهم، في حين رأى البعض أن هذا المسلسل كشف المستور وفضح المسكوت عنه مما يحدث في الحرم الجامعي من علاقات متشعبة وتحرر على الطريقة الغربية.
دائماً ما نتسأل لماذا لا نعكس صورة جميلة عن كل شيء في حياتنا؟ في علاقتنا مع الوالدين قد نجد أبن عاق واحد ولكن الكثير جداً نجدهم بارين بوالديهم، وفي الحرم الجامعي هناك الكثير جداً ممن جاء لطلب العلم والمعرفة ليطور من نفسهِ ومجتمعهِ، لماذا نسلط الضوء على نماذج تسيء للطلبة وبالتالي يكونون سبباً في جعل بعض الاباء يجبرون بناتهم على ترك الجامعة خوفاً من الوقوع في مشاكل لا غنى عنها على حد تفكيرهم.
” وأكد عدد من طلاب الجامعة التقتهم الجزيرة نت أن المسلسل بالغ في التعاطي مع الأحداث وأعطى صورا مشوشة عن الواقع الطلابي، مشيرين إلى أن بعض النماذج التي سلط عليها الضوء لا يمكن تعميمها أو إصدار أحكام بشأنها لأنها صورت الحرم الجامعي على أنه مجرد علاقات عاطفية سطحية يقوم بها مراهقون يمارسون حياتهم بتحرر تام.
وتعليقا على الجدل الدائر بشأن المسلسل، رأى الباحث الاجتماعي شاكرين آل الشيخ الأسدي أن أحداثه لا تطابق الواقع إلا بشكل محدود، والكثير منها خادش للحياء وللذوق العام وله تأثيرات سلبية على الشباب.
واعتبر أن هناك طبقة من المجتمع يؤثر بها وتتأثر بسرعة، خاصة أن أغلب مشاهدي المسلسل من طبقة المجتمع الهشة لاسيما المراهقين الذين يتأثرون بسرعة، متمنيا أن يركز كتاب الدراما على المسلسلات الهادفة وذات الرسائل الإيجابية للمجتمع” (23) .
أن هذا الاختلاط الكبير بين الشباب في الحرم الجامعي وحديث الفتاة مع الشاب بكل الامور وبراحة تامة دون حواجز تذكر وكأنه احد افراد العائلة، ناهيك عن تداول مفردة الصداقة بين الرجل والمرأة والاستهانة بالحجاب الذي جاء به كل الاديان يعتبره البعض ثقافة والتي اكد عليها فيلسوف العصر الشهيد السيد محمد باقر الصدر في كلمته محور بحثنا هذا الثقافة ليست عبارة عن ألوان السفور والاختلاط.
وقد دافع الكاتب احمد هاتف عن مسلسل فايروس عندما سأله الكاتب زياد الحيدري”:(24)
“أثار الجزء الأول من مسلسل “فايروس” جدلاً واسعاً… ما السبب برأيك؟ فرد هاتف قائلاً: أرى أن السبب يكمن في أن “فايروس” في موسمه الأول ابتعد عن متبنيات الدراما العراقية التقليدية.. وخلا من السياسة والعنف والنكد .. أردته دراما بيضاء بسيطة غير تقليدية .. حتى أنني لم أتبنّ عقداً ضخماً وابتعدت كثيراً عن الميلودراما العربية .. كنت أريد أن أقدم المجتمع العراقي عربياً .. مجتمعاً منفتحاً ومتعايشاً مع ظروفه وينشد الأمل، ولم أكذب لأن العراق واحة الابتسامة والبلد الذي أعجز الموت وما زال يخرج كل صباح مترنماً بأغاني فيروز… ثمة لغط آخر أثاره المسلسل وهو لغط المتشددين الذين يرون الحياة من منظار التصنع والرياء وينشدون الكذب والشكلانية… ولذا صدمتهم حقيقة انفتاح المجتمع على كل أنواع الحداثة والتكنولوجيا والجمال”. … فهل يا ترى كان مسلسل فايروس انفتاح وتطور ؟
وقالت المهندسة ذكريات الموسوي (25 )
“أن ما يعرض من اعمال درامية في الآونة الاخيرة بات بعيد بعض الشيء عن ثقافة مجتمعنا التي تربينا عليها منذ الصغر، فالبعض ينظر للحجاب بانه تخلف حتى سمعت أن بعض الفنانات المحجبات لا يعرض عليهن ادوار في المسلسلات وكأن الحجاب عائق وبرأي الشخصي أرى أن الفنانة يمكنها التمثيل بالحجاب أذا كانت هناك قصة لها رسالة وهدف سامي، فالعمل الذي يمتاز بهدف لا ينظر الى اللباس والشكل بل للشخصية ، وعلى المنتجين والمخرجين أن لا ينظروا للمرأة في الاعمال الدرامية بأنها مجرد دمية جميلة وأن نجاحها مقترن بتبرجها وتحررها من الدين والقيم ، فها هي الشهيدة العلوية آمنة الصدر( بنت الهدى ) رضوان الله عليها كانت قامة أدبية ناجحة ورائدة في الإصلاح والثبات على بيضة الإسلام ولها مكانة فقهية وملكية استنباطية عالية رغم عفتها وحجابها، وأعطت الحجاب حيز كبير في كتاباتها حيث قالت (أن أنظار الرجال تلاحق المرأة بندائها الصارخ أينما اتجهت، لتسد جوعتهم الشرهة وتلذذهم بالعرض الجاهز السخي ولكن (بالحجاب) ما الذي عساه أن يلفت نظرهم إليه وحتى لو لفت نظرهم فان نظرهم سيعود خائبا وهو حسير سوف تكون كل قطعة من الابراد (الثياب) رادعا لهم عن انتهاك محراب الطهر وتدنيس الكيان المقدس.
أن القائمين على بعض الاعمال الدرامية للأسف يعتمدون في اختيارهم لبطلة المسلسل على الجمال بالدرجة الاولى والذي غالباً ما يكون جمال زائف جاء نتيجة عمليات التجميل وتغيير الملامح كي يكونن في المقدمة ومن ثم يجدون بعض الفنانين الرواد ليكونوا ابطال ثانويين للأبطال الشباب ليس لشيء الا كي يقومون بأسنادهم كونهم لا يمتلكون التجارب الفنية أو لأنهم يخوضون التمثيل لأول مرة، والبعض يقدم الاسرة في العمل الدرامي بأنها منفتحة لدرجة أنها تسمح بدخول زميل أو صديق الأبنة الى المنزل وهذه العادة هجينة ومستوردة وغير موجودة في مجتمعنا العراقي الذي طالما حافظ على أخلاقه وكان الرجل ومازال الرجال غيورين على اعراضهم وبيوتهم، أما على صعيد الجامعة فنحن لدينا أبناء بالجامعة فما يعرض وما يثار في الدراما بعيداً عن الحقيقة قد توجد حالات استثنائية ولكنها ليست عامة بل في كل المجتمعات هناك الصالح والطالح فالجامعة مكان للعلم والادب وهناك الكثير جدا من البنات المحتشمات والمتربيات ويأتين لغرض الدراسة فقط، فيجب عدم التعميم كي لا ينظر الى العائلة العراقية بأنها عائلة متفككة وهذا ما يسعى الاستعمار الى ترويجه والعمل عليه كما قال الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره في لقاءه مع الوفد النسائي الذي قدم له البيعة بقيادة الشهيدة سلوى البحراني رحمها الله “.
ثالثاً: مسلسل حيرة
حيرة هو مسلسل تلفزيوني درامي عراقي مُستوحى من مسلسل تركي سامحيني، عرض لأول مرة في 18 سبتمبر 2022 على قناة إم بي سي العراق، المسلسل من سيناريو وتأليف حامد المالكي، ومن بطولة ألكسندر علوم، زهراء بن ميم، إياد الطائي، براء الزبيدي.(26)
في حكاية يتخللها الحب والانتقام، يتوجب على عاشقين مواجهة مجتمع قاسٍ، ووالد متسلط، عازم على منع زواجهما.
في هذا المسلسل نرى البطلة تسكن في بيت خطيبها وبكامل الاناقة والزينة كما لو كانت زوجته حتى انها تدخل الى غرفة نومه، أو أن يدخل منزل أحد الامهات في المسلسل ( انعام الربيعي ) والتي لديها بنات عدد من الشباب دون صلة تربطهم سوء الصداقة وهذه العادات غريبة عن مجتمعنا وهي ثقافة مستوردة، ناهيك عن الاختلاط وانعدام وضوح الهدف في المسلسل فقد جاء المسلسل نسخة من مسلسل تركي.
” في مسلسل العراقي (حيرة) والذي يفتقر للإنتاج، فإنتاجه متواضع جداً، وفيه من الأخطاء الفنية ما ليس بالقليل، منها أنه لم يصور مشاهده في بغداد، وطرق بعض العادات المرفوضة عند الشعب العراقي، إلا أنه حقق نجاحاً، ليس لأنه مسلسل ناجح أو جاء بفكرة جديدةٍ، لكنه جاء في وقت فيه الجمهور العراقي يفتقر للإنتاج التلفزيوني، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان اختيار المخرج للممثلين وتلائم الشخصيات مع شكل وكاريزما الممثل الوقع الكبير” (27)
فيا ترى أين تقاليدنا وقيمنا ؟ ونحن نقدم قصة مقتبسة نصاً من مسلسل تركي وكيف يصور العمل في تركيا وهو عمل عراقي، هل راينا يوماً أن الدراما التركية اتخذت من اعمالنا الدرامية مادة لأعمالها المنتجة أو أراضينا مواقع تصوير لتجسد تقاليدهم وعاداتهم وبيئتهم؟.
لا اجواء عراقية ولا بيئة ولا قصة ولا الابطال ولا هدف والمسلسل برمته مسروق من مسلسل تركي انتج عام 2011 وقد دبلج باللغة المغربية حمل عنوان ( سامحيني ) .
فيما رات الاعلامية انتصار السراي أن الفن يجب أن يظهر حضارة الدول فقالت: (28)
“تسعى البلدان في كل بقاع العالم ، إلى كافة السبل التي تظهر حضارتها بشكل لائق ، وتثابر لتصدير ثقافتها على أوسع نطاق بما يعود بنتائج ايجابية لسمعة البلد، من اخلال استثمار كافة المفاصل الحياتية بشكل عام ، والفن واجهة من واجهات الوطن وبوصلته إلى الخارج، وفي عراقنا الحبيب تعودنا سابقاً على رؤية أعمال فنية محببة لدى المشاهد بالرغم من بساطة الإمكانيات التي تم فيها انتاج الاعمال لاسيما الدرامية، لكنها ظلت راسخة في ذاكرتها لأنها كانت قريبة من الناس وتحاكي أيامهم بحلوها ومرها من دون زخرفة ، مزيفة ، لكن ما يدعو إلى الأسف حقاً هو ان يرى المشاهد العراقي فقدان الالتزام بعرض الواقع المجتمعي بصورته الواضحة في الأعمال الدرامية حيث كانت قيمته الحقيقة هي عدم الابتعاد عن الأعراف والتقاليد أو ما عايشناه في بلاد الرافدين ، لكن بعد سقوط النظام البائد وازدياد كثرة النفعيين والمروجين لكل ما يخدش حياء الوطن واظهاره بتلك الأعمال البائسة بمظهر لا يليق بكرامته ، في اسفاف واضح لكل القيم الحضارية ، وكأن تلك الأعمال هي بمثابة رصاصة الرحمة على ما تبقى من نسيج ـ حلو ـ لمجتمعنا العريق، لهذا تدخل تلك الدراما التي تثير الجدل ضمن دائرة الخلل الفني الذي تشكو منه أروقة الثقافة ـ الفنية ـ العراقية وهي تعيش في ذات الوقت فاجعة انهيار المسرح العراقي بعدما غزا المسرح التجاري أغلب العروض المسرحية ، وعودة على ما سلف من حديثنا ، فلقد استوقفني لقاء أحد ابطال مسلسل يعرض حالياً ويثير موجة جدل وسخط من المجتمع العراقي وهو يقول ما معناه انه طلب من المخرج الحفاظ على تقاليدنا في النص الدرامي الذي يتم تصويره في تركيا، لكن ما شاهدنا هو محاكات التقاليد التركية بكل تفاصيلها بعيداً عن عاداتنا ومعتقداتنا ، ولا نعرف كمشاهدين ، معتزين جداً بهويتنا واعرافنا الجميلة ، فمصلحة من ان تصور نصوص دخيلة وبعيدة كل البعد عن ثقافتنا الرصينة؟ ، والأغرب من ذلك ، أين الرقابة المختصة بمتابعة الأعمال الفنية؟ ، وهل عقمت أدبياتنا عن نصوص، وقد شهد لها القاصي والداني بقيمتها، ولما نقتبس نصوص من حضارة تسلك غير سلوكنا؟! في الختام لا أقول شيء للمسؤولين على هذا الانحطاط سوى ، لا خير في أمة ان تمثلونها” .
ورغم أن معظم الاعمال المنتجة في السنوات الاخيرة تكاد تكون أعمال استهلاكية وبعيدة عن واقعنا وتطبق المثل المصري ( الجمهور عايز كدة ) ولكن هناك من يسعى ويجاهد في أن تعرض هكذا اعمال في شهر رمضان المبارك وهو شهر العبادة وقراءة القران الكريم وفيه فرصة كبيرة للتوبة وغفران الذنوب وكذلك تجتمع العائلة في البيت للإفطار ليشاهدوا هكذا أعمال كما حدث عندما عرضت قناة الشرقية مسلسل الفندق في شهر رمضان المبارك وبعض البرامج التي لا تليق بحرمة هذا الشهر الفضيل.
وعندما زادت حدة الانتقادات ضدها ردت ببيان رسمي ودافعت عن وجهة نظرها والتي تحاول من خلالها أن تبرر عرض مشاهد مخلة بالأدب والقيم في شهر رمضان المبارك.
” علّقت قناة الشرقية العراقية.. في بيانٍ لها على الروايات التي تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي يهاجمون وينتقدون ما بثته القناة من مشاهدَ مخلّة بالأدب والقيم والذوق العام، خاصةً وأنّ عرضها يأتي في شهر رمضان المبارك.
وأثار مشهد في مسلسل ”الفندق“ الذي يُعرض على شاشة القناة، حفيظة بعض المتابعين، إذ ظهر أحد الفنانين وهو مستلق على سرير، وتقوم إحدى الممثلات بتدليك ظهره، في مشهد اعتبره متابعون خادشًا للحياء العام، ومخالفًا لعادات وتقاليد المجتمع العراقي خاصة في شهر رمضان.
وقالت القناة التابعة لرجل الأعمال سعد البزاز في بيانها: ”إن مديرية الإنتاج في قناة الشرقية تراقب ردود الفعل التي تدوّن في وسائل التواصل الاجتماعي حول برامج الشرقية التي تعرض حاليًا في رمضان“.
وأضاف البيان: ”نقدر عاليًا آراءكم ونقف عند تعليقاتكم التي وردت بخصوص مسلسل الفندق حيث تشير بعض هذه التعليقات إلى امتعاض البعض من لقطات عرضت في هذا المسلسل“، وأوضحت القناة أن ”تلك اللقطات وردت في سياق الأحداث التي بني عليها مسلسل درامي اتّسم بطرحه مشاكل واقعية، وتحتاج إلى المصارحة لكي تتصدى لها الدولة والمجتمع معًا، وأن العاملين في مسلسل الفندق يأخذون بعين الاعتبار هذا الهدف النبيل الذي يسعى المسلسل لكشفه أمام الرأي العام“، وأشارت إلى أن ”التستر على مشاكل المجتمع قد يكون سببًا في تفشيها، وبالتالي فإن دور العمل الفني هو تعريتها“.. وزادت حدّة الجدل في العراق، عقب بث وإذاعة مسلسل الفندق في شهر رمضان المبارك، خاصةً أنّه يتبنّى أفكارًا بعيدة عن الواقع العراقي ولا تمت له بصلة، إضافةً إلى المشاهد الفاضحة والغير لائقة التي تضمّنها المسلسل، خصوصًا وأنّ عرضه يأتي في سياق الدراما الرمضانية (29).
وكما أن لكل بلد عاداته وتقاليده، فلكل بلد أيضا دراما خاصة به لا يستطيع أحد تقليدها، مثل الدراما المصرية والتي عادة ما تجدها متنوعة في القصص وتجيد صناعة الدراما لا سيما الاعمال الاسلامية والتاريخية مثل أجزاء مسلسل ( لا اله الا الله ) أو أن تتخذ من تاريخ بلدهم وفترات نضالهم دراما تصاغ بحرفية عالية مثل مسلسل ( ليالي الحلمية ) والتي عكست فترة زمنية من حياتهم والتي قمنا بتقليدها في مسلسل ( مناوي باشا).
وقد تم اقتباس شخصيات الابطال وكأنه نسخ كما في شخصية الابطال فنجد الرجل الأرستقراطي والريفي والسيدة الراقية بالإضافة لزوجة الرجل الريفي.
وعندما نتابع اعمال خليجية فأننا نجد طباعهم طاغية على الشخصيات رغم لباسهم المتحضر ولكن في الدراما ما أن نرى العمل نعرف أنه خليجي، الا نحن في العراق مرة نجدهم اتراك ومرة عراقيين ومرة عرب، فلماذا لا نحافظ على تاريخنا وحضارتنا؟.
وفي هذا الشأن تحدثت الاستاذة رباب المهدي ( موظفة في التربية ) قائلة:
“شيئا فشيئا بدأنا نفقد قيمة الأشياء وإن كانت بسيطة او ذات أهمية فلكل بلد تاريخ وحضارة وعادات وتقاليد وفن والرياضة والسياسة التي يمتاز بها ويختلف بها عن غيره من البلدان فمنذ طفولتنا ونعومة أظافيرنا كنا نجلس أمام التلفاز ونتفرج على الدراما الخليجية والدراما المصرية والدراما المحلية العراقية.
فكنا نعي ان كل بلد يعكس قيمه وحضارته من خلال الدراما التي يقدمها، لكن للأسف في الوقت الحالي قد خسرت الدراما العراقية هذه القيمة فعندما تتفرج على مسلسل حيرة مثلاً، تجدها خالية من العادات والتقاليد والأعراف في مجتمعنا العراقي وما هي الا نسخة من مسلسل تركي في إخراجها والسيناريو وحتى الأماكن والأشخاص لم يتغير منها شيء بل وحتى الحوار على ما اظن فأصبحت دراما خالية من المحتوى العراقي خالية من العادات والتقاليد والأعراف العراقية .
بالإضافة أن كل شيء في المسلسل مبالغ به من الأمور المادية والمعنوية فهذا بنظري فشل للدراما العراقية و انتهاك لذلك الفن العملاق الذي عمل على إنجاحه نبذة من الفنانين العراقيين الرواد فما الفن والدراما الا عمل يوصل فكرة أو موعظة أو حكمة تنفع المجتمع أو تنقل تاريخ وحضارة البلد وعاداته وتقاليده فهنا سؤال يطرح نفسه ماذا قدمت مسلسل حيرة من منفعة أو موعظة أو حكمة حتى تكون منجز للدراما العراقية”؟
يرى البعض أن الدراما في الفترة الاخيرة اتجهت نحو التقاليد الغربية الزائفة وأن ذلك بات يهدد الإسلام الذي هو خاتم الاديان وبتنا كلما مر الزمن يتناسى البعض أننا مسلمين ويجب أن نحافظ على ديننا كما حافظ ابائنا واجدادنا، وفي هذا السياق قالت الاستاذة التربوية غنية العراقي:
“أنها حرب ضد الإسلام وقيمه النبيلة ومع الأسف تنفذ بأيادي المسلمين أو المحسوبين على الإسلام اصحاب النفوس الضعيفة الذين همهم المال والشهرة ولا يهم ما تفتك بالمجتمع، وهم أما مخدوعون او متوهمون بأن ذلك هو نوع من التحضر بالاطلاع على عادات الغرب وتقاليدهم دون الأخذ بنظر الاعتبار بأن الإسلام هو أبو التحضر ولا يعارض التطور الذي يوافق تعاليمه السمحة.
فبدل أن يبحثوا عن الاشياء التي جعلت دولهم تكون متطورة في مجالات الزراعة والصناعة والإعمار والخدمات وينقلوها إلى مجتمعنا ذهبوا يبحثون عن الاشياء التافهة ولاأخلاقية، لأن كل ممنوع مرغوب أضف إلى أنه لا توجد رقابه حقيقيه على هكذا تجارة من قبل الجهات المسؤولة.
وهنا يجب أن يكون دور للأسرة في ذلك، أين كنا سابقاً حينما كانت تعرض الافلام المصرية وما فيها من مشاهد تخدش الحياء كانت تقطع وكذلك كانت عوائلنا تمنعنا من مشاهدة هكذا افلام؟ أين العيب والحرام؟ لماذا فقدت هكذا كلمات من قاموس الكثير، نحن من علمنا الصح من الخطأ أليست بيوتنا هي أول المدارس لنا ثم المدرسة التي أصبح دورها ضعيف في التربية بسبب القرارات الأخيرة، لا تضرب ولا تحاسب ولا تعاقب وأجعل الدرس غناء ورقص من أجل مراعاة مشاعر الطالب .
هناك مخططات تحيط بالإسلام امريكا واسرائيل وهذان العدوان لا يتركون فرصه أو اي مدخل يدخلون فيه كل شيء من شأنه أن يهرب المجتمع الإسلامي من أجل القضاء عليه.
لماذا ابتعد الكثير طريق الحق؟، نحن لسنا ضد الدراما وصناعة السينما والتلفزيون ولكن نريد أعمالاً يستفاد منها المجتمع، الأم والجدة، الطفل والكبير، الشاب والشابة، فالكلمة الطيبة صدقة والفن رسالة سامية نستطيع من خلالها بناء الوطن والمجتمع وأيضا نستطيع من خلالها هدم كل شيء”.
نسمع كثيراً أن هناك هجمة اعلامية تحاول لقضاء على قيمنا ومبادئنا وثوابتنا التي عشنا وتربينا عليها وهذه الهجمة ترد الينا من قبل الاستعمار كما ذكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس الله سره فهي تحاول أن تبعد شبابنا المسلم عن صلاته وايمانه، فما وجدنا في أي حلقة من حلقات الدراما التي عرضت أن يقوم البطل أو والده بالوضوء أو الصلاة او حتى ذكر الله.
وتحاول أن تبرر لهم الخيانة والسرقة وكل ما تجده يساهم في تدمير هذا الجيل بحجة الحرية والانفتاح وهم لا يعلمون جيداً أن الاسلام هو دين الانفتاح على المبادئ السامية ولكن بضوابط تجعلنا محصنين من أمراض النفس الامارة بالسوء والتي توسوس للبشرِ بالانحراف والتمرد بحجة التطور .
وتقول الاعلامية بتول الموسوي عن غزو الثقافات الاوربية مجتمعنا:
” في الفترة الأخيرة مع كل الاسف اتجهت الدراما العراقية الى الثقافات الأوربية المستوحات من حياة الشعوب الغير عربيه البعيدة عن التقاليد العربية العراقية الأصيلة وبدأت تبث على القنوات العراقية حيث اصبح لها قبول واسع في الاسر العراقية.
يجب الالتفات لهذا الامر المهم حيث ان هناك هجمة اعلاميه والإلكترونية على تقاليدنا ومبادئنا واخلاقنا الإسلامية فمن ضمن نتائجها انجراف ابنائنا خلف هذه الثقافات المنحرفة حيث اصبحوا يقلدون هذه الشخصيات الغير اسلاميه ومن ضمن هذه الثقافات قصص الحب الغير شرعيه التي يرفضها الدين والعرف العشائري ناهيك عن اللباس الغير شرعي لذا يجب الاهتمام لهذا الموضوع المهم من خلال توعيه الامهات حيث ان الام لها الدور الرئيسي في تربية الابناء يجب ان نتكاتف جميعا من اجل ان نحافظ على عوائلنا من التفكك من خلال الانجراف وراء تقاليد وأخلاق بعيده كل البعد عن الدين والعقيدة والمبدأ لان الموضوع ليس بالهين يحتاج إلى تكثيف جهود ومتابعه وتوعيه”.
الخاتمة
“يعتبر الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف مشروع متكامل ومدرسة شمولية متحركة تتحرك في كل الاجواء والابعاد والزمان والمكان (كان امة في رجل ) مثلما كان جده الخليل (ع)، قال تعالى ( إن إبراهيم كان امــــــة ).
خاطب الشهيد (رض) في مشاريعه المؤسساتية بشكل مباشر الشريحة الشابة وخاصة طلبة المدارس والكليات والحوزات العلمية وكانت الاستجابة رائعة فاقت التصور واصبح سماحته قبلة هذه الشريحة ومبدعيها” (30)
أن الشباب هم من خاطبهم الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره في اعلامه وتواصله كونه يعي جيداً أن الشباب هم النواة التي من خلالها يصلح المجتمع وهم الجيل الواعد، فكان يصب اهتمامه على توعية الشباب فيجب أن تسلط الدراما العراقية على منهاج توعية الشباب في امور دينهم وحياتهم، وأن تسخر كل طاقاتها لذلك لينشا جيل رسالي ومثقف وملتزم ولا يسلب ثقافياُ، وقد خاطبت الشهيدة الطاهرة بنت الهدى رضوان الله عليها بأعلامها وقلمها النساء من خلال كتاباتها الهادفة في القصة والشعر ومدارس الزهراء عليها السلام ورحلاتها للحج، فهي تمتلك شخصية قيادية وفكر وفصاحة لسان ووضوح البيان، إصلاحاتها الأخلاقية الذي خطته في مؤلفاتها ومقالاتها كانت تجد فيه مرضاه الله وكانت أطروحاتها الأخلاقية واضحة وكانت تستخدم أسلوب التدرج في الحجاب والموعظة والإرشاد، وتطرح المشكلة الأخلاقية وتناقشها نقاشا موضوعيا وبتدرج تفادت به الاثارات المعقدة والإيجاز في النقاط المعمقة ومن ثم تعالج تلك المشاكل وتجد الحلول لها وهذا شيء قل نظيرة في الكتابات الإسلامية التي عاصرت تلك المرحلة التي اتسمت بالانفتاح الفاحش وتقليد المجتمعات الغربية وعدم احترام الأعراف والتقاليد وضياع روح الإسلام والتشيع، فحتى هذه اللحظة لم نجد كاتبات يتصدرن لكتابة دراما هادفة وذات قيم سامية مثلما كانت العلوية سلام الله عليها.
وعن الاختلاط بين الجنسين ” (فالشهيد الصدر رض يؤكد: ان الاسلام لا يقف موقفا حديا من مسالة الاختلاط – بين الجنسين-، ولكنه يأخذ بنظر الاعتبار عدم الاختلاط ما امكن. )
ويرى أن الاسلام لا يغلق الابواب على معتنقيه لمعرفة اصول الاديان والافكار الاخرى وحتى الملحدة منها بل يحرم التقليد في اصول الدين ويوجب معرفة الخالق والمخلوق وكذلك الرسول والمرسل والرسالة بطريقة علمية ادراكية، لذا فان الانسان الواعي حاضر في كل مكان وان استلزم ذلك الاختلاط والتدارس والتعليم في الكليات والمؤسسات العلمية والخدمية فجامعات العراق الان مكتظة بالطلاب من الجنسين حتى الحوزات العلمية والكليات الدينية بدات تستقطب الشباب من الجنسين وان الاختلاط قائم لا محالة لذا كان الشهيد الصدر (رض) قد اجاز هذا الاختلاط واجاز كل عمل وممارسة لا تشوبه غايات سيئة” .(31)
لم نجد في الدراما العراقية في سنواتها الاخيرة غير مسلسلات العنف أو التسليب او علاقات الحب التافهة وكأن العراقي ليس لديه هموم غير علاقات الحب الصبيانية، وابتعدت بشيء أو باخر عن المشاكلِ الاجتماعية التي يعيشها المواطن، كان بالإمكان تسخير الفن في حل مشاكلنا كما حدث في جمهورية مصر العربية عندما قام الفنان محمد صبحي بتحويل الصحراء القاحلة الى مروج خضراء ومدن عصرية فعند كتابته لمسلسل (سنبل بعد المليون) التي كنا نشاهدها في الثمانينيات قام باستصلاح اراضي الصحراء عندما اخذ بعض الشباب العاطل عن العمل ومنحهم الادوات الزراعية والامل والحب ومبلغ بسيط، وقال لهم: استثمروا هذه الارض لتكون بعد سنوات مدينة سنبل وبذلك وجد الشباب العمل والسكن، لماذا لا نستنسخ هذه التجربة في الدراما والحقيقة فلم نجد في هذا العمل الدرامي أي مقاطع أو لقطات مسيئة للقيم ونجح العمل نجاح كبير لأنه يحمل هدف نبيل وقيم ولم يفكر المنتجون بجمال الفنانة ولباسها بقدر فكرة وهدف العمل، فلماذا نستنسخ أعمال تركية ولا نستنسخ تجارب درامية مثل مسلسل (سنبل بعد المليون) ؟
في الحقيقة أننا نعاني من أزمة كاتب حقيقي يستطيع أن يقدم نص جيد وأن لا يفكر بالشهرة والمشاهدات بقدر ما يفكر في ارضا الله وخدمة الدين والمجتمع، وفنان مهني يحترم فنه وجمهوره، ومنتج ينذر ماله في مرضاة الله وليس البطلة والبطل ومخرج يتقي الله فيما يوجه ويخرج.
كما ويقع على عاتق الاسرة متابعة ابنائها من الشباب وحتى الاطفال ومن كانوا في فترة سن المراهقة من خلال الانتباه لما يتصفحون ويشاهدون من اعمال فنية ودرامية فنرى بعض الاطفال احيانا يقومون بدور العريس والعروسة أو أن تقوم طفلة بوضع اللعبة الخاصة بها تحت فستانها وتمثل أنها حامل، أو أن يتفوه بعضهم بعبارات الكبار لتنصدم الام بما ترى وتسمع، أن متابعة الاسرة ضرورية جداً لا سيما في هذا الوقت واجتياح الاعمال الفنية الكثيرة والموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي عادة ما تتخطى القيم والاخلاق من خلال بعض المقاطع التي تتسم بقلة الحياء، وكثيرا ما نجد أن بعض الاعمال الدرامية تضع تبريراً لكل خطا وهذا يشجع الشباب على الخطأ بحجة أن الظروف التي يعيشها جعلته يفعل ذلك ومنها مسالة تعاطي المخدرات والخمور، حيث نجد الاعلام يسلط الضوء على المتعاطي بأنه ضحية لظروف اسرية قاهرة كان يعيشها أو بسبب خيانة حبيبته أو موت أحد المقربين منه وهذا ما يجعل الشباب تفكر في التعاطي، وكان الاجدر بهكذا امور أن يوضح العمل الدرامي أن هناك طرق عديدة للتغلب على المشاكل والعقبات ومنها العمل والعبادة والتقرب الى الله بهما والصبر، أو أن تقوم الشابة بخيانة زوجها لمجرد أنها لم تحبه يوماً أو اجبرت على الزواج به، أن هكذا تبريرات ستجعل الفساد ينتشر وتضيع الاسرة والاطفال وتكون نهايات مأساوية، أذن فأن الدراما التلفزيونية تعتبر سلاح من شأنه يبني المجتمع والاسرة والاجيال أو يقضي عليها .
ومن هنا كان الشهيد الصدر قدس سره الشريف يحذر من الغزو الاستعماري ويوصي الشباب من الجنسين بالحفاظ على الدين والثوابت وعدم الانبهار بما يقدمه الاستعمار الخارجي من ثقافة بالية عبارة عن تعري وأن تكون النساء عبارة عن سلعة تشترى وتباع وكأن الثقافة لديهم فقط بالبس الفاضح وتعري النساء التي صانهن الاسلام المحمدي وجعلهن درر وقوارير، فلم يبخس الاسلام حق المرأة في أي شيء وجعل مساواة بينها وبين الرجل، وأن المرأة باستطاعتها العمل في أي مجال من مفاصل الحياة وهي ملتزمة بكامل حجابها وعفتها، وأذكر حادثة وقعت لفتاة تشتكي للشهيدة العلوية بنت الهدى رضوان الله عليها عن حجابها ونظرة البعض لها بأنها رجعية ” وعندما تشتكي الفتاة المسلمة في العراق للسيدة الفاضلة، عن وحدتها وعن كيل الاتهامات التي توجه لها ومنها أنها (رجعية) في زمن (التقدم والتطور) تطمئنها الشهيدة وتشد على يدها وتطلب منها أن تجهر بالحقيقة وهي أن الحجاب ليس عائقا يحول دون تقدم المرأة ومشاركتها في تحمل مسؤولياتها في المحيط الذي تعيش فيه، تقول الشهيدة بصوت جهوري وبلهجة حازمة:
(رجعية) أن قيل عنك! فلا تبالي واصمدي قولي: أنا بنت الرسالة، من هداها اهتدي
لم يثنني خجلي عن العليا، ولم يغلل يدي كلا، ولا هذا الحجابُ يعيقني عن مقصدي
فغداً لنا، أختاه، فامضي في طريقك واصعدي والحق يا أختاه يعلو فوق كيد المعتدي”( 32).
فالمرأة درة مصونة يجب عدم إظهارها بالدراما بانها مجرد دمية أو عروسة لا تفارق مساحيق التجميل وجهها وزياء لا تمت للباسنا العربي الاصيل بصلة .
نتائج البحث
توصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها :
- أن فيلسوف العصر الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره ضحى بدمهِ من أجل الاسلام والحجاب والعفة وخاطب الشباب ودعاهم الى اصلاح انفسهم ودينهم فيجب أن نتخذه قدوة حسنة والسير على نهجه الاصلاحي.
- أن معظم ما يعرض في التلفاز في الفترة الاخيرة من أعمال درامية كانت بعيدة عن تقاليد مجتمعنا واعرافنا من قصص لا تمت لمجتمعنا بشي.
- ان الاعمال الدرامية التي أنتجت في الفترة الاخيرة كانت بلا هدف، بل هدفها الاساسي كسب اعلى المشاهدات لدى المجتمع.
- هناك قنوات محددة تنتج الدراما المثيرة للجدل والتي هي بعيدة بعض الشيء عن واقعنا ومنها قناة الشرقية وقناة m b cعراق .
- من خلال الملاحظة وجدت أن اكثر المتابعين لهكذا اعمال درامية هم الفئة العمرية من 12 – 35 عام وهي فئة مهمة تتأثر بسرعة لما يوجه الاعلام لها وبدأ البعض منهم يتأثر بالغرب والاعمال الفنية الغربية التي تأتي من وراء الحدود .
- انعدام الرقابة لمحتوى العمل وعدم وجود جهة حكومية تتابع العمل قبل بثه للمشاهدين وهذا جعل البعض ينتج ما يحلو له دون مراعاة للقيم والمبادئ .
- هناك من يدافع ويشجع على هكذا فن بحجة التحرر والانفتاح وله مأرب اخرى .
- لابد من وجود هدف يقف أمام هذا الانتاج الضخم وصرف الاموال الطائلة لهكذا اعمال درامية ؟ .
- تستعين الجهة المنتجة بممثلين شباب لا خبرة لهم بالفن لمجرد جمالهم أو انفتاحهم أو ممن لديهم متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها السوشيال ميديا.
- أكثر الاعمال الدرامية التي تثير الجدل وتبتعد عن القيم تبث في شهر رمضان المبارك.
توصيات البحث
- دأب شهيدنا الغالي فيلسوف العصر الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره الى تعليم الشباب مبادى دينهم وكان هدفه تنوير الشباب للحفاظ على دينهم والوقوف بوجه الغزو الثقافي الاستعماري للإسلام والشباب .
- الثقافة ليس بخلع الحجاب والاستلاب الثقافي وترك الصلاة وتقليد الغرب باللباس والكلام، وإنما الثقافة بالعلم والعمل ومعرفة امور ديننا والمحافظة عليها .
- على الاسرة أن تحافظ على ابنائها من هكذا ثقافة هجينة مستوردة فلو حافظت كل اسرة على ابنائها لانصلح المجتمع برمته.
- على الشباب الواعي أن ينتبهوا لأمور دينهم جيدا والمحافظة على الصلاة لأنها تنهي عن الفحشاء والمنكر، وأن يحافظوا على الواجبات العبادية .
- الرقابة الفنية الحازمة ومراقبة المحتوى قبل بثه للجمهور وهذا كان معمول به سابقاً.
- التمسك بقيم الدين الاسلامي والابتعاد عن ما يروج له الغرب من اختلاط وترك الحجاب وغيرها من الامور.
- كل منا يقع على عاتقة الحفاظ على الدين فليكن كل شاب قدوته الحسن والحسين عليهما السلام والنساء قدوتهن موتي فاطمة الزهراء وابنتها زينب وزينب عصرنا العلوية الشهيدة بنت الهدى عليهن السلام جميعاً.
هذه ملخص لبعض التوصيات التي توصلت اليها في بحثي الموسوم (الثقافة الهجينة والمستوردة في مجتمعنا المعاصر …الدراما العراقية نموذجاً) وأسال الله التوفيق لكم ولنا.
المصادر
-
- موقع مؤسسة الصدرين للدراسات الاستراتيجية الالكترونية.
- الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت – لبنان، 1403 هـ / 1983 م، منشورات دار الأضواء.
- موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة الالكتروني
- موقع مكتبة المعارف الاسلامية الالكترونية / مركز المعارف للتأليف والتحقيق الالكتروني .
- موقع منتديات السادة المباركة الالكتروني
- من مخطوطات ارشيف المؤتمر العالمي للشهيد الصدر قدس سره
- موقع جميلة الالكتروني
- مكتبة الروضة الحيدرية
- وكالة الانباء العراقية الالكتروني
- كتاب سيدة العراق الاولى الشهيدة بنت الهدى رض/ الكاتبة جميلة الخزاعي
- مقدمة مباحث الأصول/ السيد الحائري
- موقع جمعية المعارف الإسلامية الثقافية الالكتروني .
- موقع شبكة الفكر للكتب الالكترونية
- موقع الجزيرة الالكتروني
- وكالة نون الخبرية الالكترونية
- كتاب شهيدات العراق: للمؤلف عبد الهادي الركابي
