مؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيريةمؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيريةمؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيريةمؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيرية
  • موسسة دارالإسلام
    • حول مؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيرية
    • أهداف المؤسسة
    • جامعة الامام جعفر الصادق
    • المدرسة الدينية
    • أخبار
  • جائزة الشهيد الصدر
    • حول الجائزة
    • تاريخ الجائزة وابرز البحوث
      • دورة الاولى
      • دورة الثانية
      • دورة الثالثة
      • الدورة الرابعة
      • الدورة الخامسة
    • الدورة السادسة
  • النشاطات الخيرية
    • المشروع السكني الخيري
    • مساعدات
  • الإصدارات الثقافية
    • مجلة الفكر الجديد
  • الامين العام
    • نبذة عن حياته
    • مؤلفاته
    • الوكالات الشرعية
✕

شباب العراق بين التجهيل والتضليل دراسة في الدوافع والمخططات

العنوان: شباب العراق بين التجهيل والتضليل دراسة في الدوافع والمخططات
الكاتب/الكتّاب:

م.م فاضل عباس حسن الزركاني - كلية الإمام الكاظم (ع) أقسام ذي قار
-
-
-

تحميل PDF

الملخّص

تخضع الشعوب المستضعفة أو ما تسمى بشعوب العالم الثالث إلى هجمة منظمة للإطاحة بالقيم والهوية الثقافية لديهم , وذلك من خلال نشر الجهل والتضليل في صفوف الطبقة الواعدة فيها وهم الطبقة الشابة , وجعل تلك الشعوب أسيرة لأفكار ومخططات الطرف المسيطر , وهو ما يعرف في الوقت الحالي بالغزو الثقافي , إذ يتم السيطرة على الارواح والنفوس من خلال السيطرة على أفكارهم , وتتم السيطرة بواسطة ما يسمى “علم الجهل” , او “صناعة الجهل ”  , وهذا العلم من العلوم الخطيرة والسرية ,والتي بدأ الكشف عنها مؤخراً , لذلك لا بد من التنبه لهذا الغزو , ودفع عجلة خطره وفي هذا البحث عرضنا أهم الدوافع وأبرز المخططات .

الكلمات المفتاحية:

Abstract:

Vulnerable peoples, or the so-called peoples of the Third World, are subject to an organized attack to overthrow their values ​​and cultural identity, by spreading ignorance and misinformation among the ranks of the promising class, who are the young class, and making those peoples captive to the ideas and plans of the dominant party, which is what is known at the present time as invasion.

Cultural, as souls and souls are controlled by controlling their thoughts, and control is done by what is called “the science of ignorance”, or “the industry of ignorance”, and this science is one of the dangerous and secret sciences, which began to be revealed recently, so it is necessary to be aware of this invasion  , and pushed the wheel of danger, and in this research we presented the most important motives and the most prominent schemes.

Keywords:

البحث الكامل

مقدمة

تُشن على دول العالم حروباً فكريةً ممنهجةً ومنظمةً الدافع من ورائها لا يختلف عن دوافع الحروب الأخرى النووية وغيرها , وهو السيطرة والهيمنة على الشعوب , إلا أن هذه الحروب الفكرية أو الثقافية لا تخسر المهاجم ولا تتعبه , كما أنها تجعل الطرف المحتل خاضع وخانع , بل تصيره أداة لهم  .

يتم الغزو الثقافي عن طريق ما يسمى اليوم بعلم التجهيل , وذلك من خلال تجهيل الأفراد والشعوب وجعلهم يعيشون حالة من التجهيل والتضليل المفتعلة والمنضمة  تمارسها دول كبر تتحكم وتدير الفهم البشري .

وممن لاقى هذا التجهيل والتضليل الشعوب الإسلامية وبالخصوص الشعوب المحتلة ونخص منها بالبحث الشعب العراقي والشباب العراقي إذ يمارس عليهم صناعة الجهل والتضليل بكل وسائلها في هذا البحث سوف نتطرق لموضوع مهم وخطير وسوف نبحثه تحت عنوان ( شباب العراق بين التجهيل والتضليل دراسة في الدوافع والمخططات) بغية تنبيه الشباب العراقي وإيقاظه من سباته المفتعل, وستكون منهجيتنا في هذا البحث عبارة عن تمهيد ومبحثين نبحث في التمهيد في بيان مفهوم التجهيل والتضليل , وأما ما يخص المبحث الأول فسوف نبحث فيه دوافع التجهيل والتضليل وعلى شكل ثلاث مطالب :

 

المطلب الأول : الدوافع السياسية .

المطلب الثاني : الدوافع الاقتصادية.

المطلب الثالث : الدوافع الإيديولوجية المتطرفة  

أما المبحث الثاني فسيكون بحثنا فيها عن المخططات في التجهيل والتضليل وستكون على أربع مطالب .

المطلب الأول : الإلهاء .

المطلب الثاني : الصدمة  .

المطلب الثالث : تزيين وإلباس الأفكار الباطلة ملبس الحق .

المطلب الرابع: التهديد .

ثم نتائج البحث وخاتمته . 

 

التمهيد

 التعريف بمفردات البحث

المطلب الأول : مفهوم التجهيل

أولاً : التجهيل لغة

التجهيل مصدر من الجَهْل و الجَهْل لغة :(( نقيض العِلْم، وقد جَهِله فلان جَهْلاً وجَهَالة، وجهِلَ عليه. وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، واسْتَجْهَله: عَدَّه جاهِلاً واسْتَخَفَّه أَيضاً , والتجهيل: أَن تنسبه إِلى الجَهْل، وجَهِل فلان حَقَّ فلان وجَهِلَ فلان عَلَيَّ وجَهِل بهذا الأَمر. والجَهَالة: أَن تفعل فعلاً بغير العِلْم ))[1].

والجهل السفه والخطأ ومنه : جهل عل غيره سفيه وأخطأ [2].

ثانياً : التجهيل اصطلاحاً

لا يراد من التجهيل في اصطلاح العلماء والمتخصصين بنفس المراد من مفهوم الجهل لديهم بأن نقول عنه بأنه : (( هو عدم العلم ممن له استعداد وقابلية للعلم ))[3] , بل إن المراد من التجهيل هو نوع خاص من الجهل وهو الجهل المفتعل وكما يطلق عليه البعض بعلم الجهل أو هندسة الجهل أو صناعة الجهل فو جهل مصطنع ويريدون منه في كلامهم كما يعرفه ” روبرت بروكتر” : (( العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة ))[4] .

إذاً التجهيل ليس انعدام المعرفة والذي هو الجهل بل هو معرفة ولكن معرفة تريد أن تنشر وتصنع الجهل لأغراض يريدها الصانع تارة سياسية وأخرى اقتصادية , و إيديولوجية .

وقد تم اكتشاف التجهيل أو ما يسمى (صناعة الجهل) بنحو رسمي ممنهج في تسعينات القرن العشرين، وذلك عندما تم اكتشاف الدور التضليلي الكبير لأشهر شركات التبغ الأمريكية(BRAWN & WILLIAMSON) التى دفعت أموالا طائلة لبعض الباحثين ليثبت أن تسبيب السجائر للسرطان إنما كان متعلقا بالفئران، ولا علاقة له بالإنسان [5].

الجهل مصطلح قد يبدو غريبًا، فكيف للجهل أن يكون له علم؟ ولكنها الحقيقة التي لا يعرفها الكثير من الناس، فعلى مر الأزمنة تصارع السلاطين والساسة على «حق امتلاك المعرفة ومصادر المعلومات»، وذلك لأن المعرفة قوة كبرى تفوق قوة المال والعتاد، ونظرًا لأن المعرفة بهذه الأهمية الكبرى، فقد كان هناك دومًا من يحاول التحكم بها أو نشرها وفقًا لما يخدم مصالحه وتوجهاته، ولهذا الأمر تأسس ما يسمى مجال ” إدارة الفهم ” وذلك في الأوساط السياسية والأكاديمية.

وتعتبر وزارة الدفاع الأمريكية أول من بدأ بنشر مفهوم إدارة الفهم، وتم تعريف هذا المفهوم بأنه (( نشر معلومات أو حذف معلومات بهدف التأثير على تفكير الجمهور وللحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح )) [6].

المطلب الثاني : مفهوم التضليل

أولاً : التضليل لغةً

جاء في (مقاييس اللغة) لابن فارس : ((ضَلَّ : الضَّادُ وَاللَّامُ أصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى وَاحِدٍ، وَهُوَ ضَيَاعُ الشَّيْءِ وَذَهَابَهُ فِي غَيْرِ حَقَّهُ يُقَالُ : ضَلَّ يَضِلُّ وَيَضَل، لغَتَانِ، وَكُلَّ جَائِرٍ عَنِ الْقَصَّدِ ضَال، وَالضَّلَالُ وَالضَّلَالَةٌ بمَعْنَى، وَرَجُلٌ صَلِّيلٌ وَمُضَلَّلٌ إِذَا كَانَ صَاحِبَ ضَلَالٍ وَبَاطِلِ)) [7]

وفي ” الصحاح ”  ذكر بأنه التضليل من (( أرض مضلة بالفتح يُضل فيها الطريق، وأضللت الميت: إذا دفنته في الأرض، وأضله، أي أضاعه وأهلكه، وأضللت بعيري إذا ذهب ولم يُعرف موضعه، قال تعالى: ﴿ أبدًا ضللنا في الأرْضِ ﴾[8] أي خفينا وغبنا …))[9].

ولعل الأقرب إلى المعنى المقصود في هذا البحث ما جاء في ” لسان العرب “: (( وضل الشيءُ يَضِلُّ ضَلالًا ضاع، وتضليل الرجل أن تَنسُبه إلى الضلال، والتضليل تصيير الإنسان إلى الضلال )) [10].

ثانياً : التضليل اصطلاحا ً

يعرف التضليل  الفكري على أنه : (( إظهار الفكر على غير حقيقته، ضمن منهج وعمليات مدروسة ومخطط لها، وغاياته أن يتقبل الناس الأفكار والقضايا التي كانوا ينكرونها أو يرفضونها في الماضي، أو التخلي عن المبادئ التي يؤمنون بها والتوقف عن الدعوة لها))[11].

فالتضليل الفكري هو تقويض البناء الإيماني للفرد، مما يجعله خاوياً من القيم والثوابت الداخلية، الأمر الذي يجعله فريسة سهلة لكل فكرة أو عمل دخيل.

ويفهم من مما تقدم أن التضليل من ضلل أي تعمد إخفاء بعض الأمور لئلا يهتدي الناس إلى الحقيقة.

والمقصود به تغييب الحقائق وقلبها، وما إلى ذلك من ألوان الخداع والغش، والتموية والخلط، ودفع الغير إلى الاعتقاد في صواب أمر هو غير صائب، وذلك بواسطة تحريف الوقائع، وتزييف الحقائق، لإيهام هذا الغير بأن الحقيقة المزيفة المقدمة له هي الحقيقة بعينها.

وبمعنى آخر، التضليل هو الدفع إلى طريق الخطأ لتبني مواقف، أو اعتناق أفكار، أو إصدار أحكام بناء على حيثيات مغلوطة، واستنادًا إلى معطيات غير صحيحة، لكنها تقدم على أنها الحقيقة.

 

المبحث الأول

 دوافع التجهيل والتضليل

المطلب الأول : الدوافع الاقتصادية

أن الهدف والغاية من الهيمنة الثقافية لا يختلف عن الهدف من الغزو والاستعمار الحربي , فهو من أجل تلبية حاجات الاقتصاد في هذا الوقت الحاضر , ففي الأمس كانت حاجات الاقتصاد تتمثل في الحصول على الموارد الأولية , أما اليوم فحاجة اقتصاد الطرف المسيطر إلى سوق خارجية ” شعوب مستهلكة ” لمنتجاته , فهذه الحاجة لا تقل عن حاجته للمواد الأولية , فالمدافع والطائرات المسيرة تؤمن له المواد الأولية وتحافظ عليها , فأمريكا كما تصرح مستعدة للتدخل بأكبر قدر ممكن من العنف أذا مُست مصالحها في الشرق الأوسط كون الخليج العربي يمثل لها المواد الأولية فكما يذكر مصنفو كتاب ” محو العراق ” أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لأمريكا إذ يقولون في شرحهم لمبدأ كارتر[12]: ( سينظر إلى أي محاولة من أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج الفارسي على أنها هجوم على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الحيوية , وسيرد مثل هذا الهجوم بكل وسائل الضرورية بما فيها القوة العسكرية )[13] .

ويذكر جورج بوش : ( وظائفنا , وأسلوب حياتنا وحريتنا ستعاني كلها إذا سيطر صدام حسين على أكبر احتياطيات العالم من النفط )[14] .

فبإمكانهم من خلال القوة أن يحافظوا على المواد الأولية لكن لا تستطيع القوة أن تفتح الأفواه والبطون ولا يطوع لها الأذواق والشهوات (العنصر الاستهلاكي), فالهيمنة  الثقافية هي وحدها من تتكفل بهذا لذلك سعى لها الطرف الذي يبغي الهيمنة ( أمريكا ) .

قد يقول البعض إن الاستهلاك عامل رقي وتقدم للشعوب , ولكن في شعوبنا القوة المهيمنة تعمل على سحق الإنتاج المحلي وتمنع من تطوره وتعمل على إغراق السوق بالسلع والمنتجات الراقية وبالتالي خلق جماعات كبيرة من العاطلين وهؤلاء يصبون في مصلحتها لأنه يسهل السيطرة عليهم ثقافياً وفكرياً .

فإذا كانت حاجة أمريكا إلى مستهلك فلماذا تشن هجومها على الإسلام والطبقة المسلمة الشابة  ؟!!!!.

لأن الغرب والمحللين الغربيين يرون أن الإسلام الوسيلة التي يمكن أن تكون اليوم أو غداً سلاحاً في وجه هذا التقدم وتُعَبئ الجماهير ضد الهيمنة الأمريكية, فهجومهم على الإسلام لا لأنه دين بل لأنهم ينظرون إليه كقوة يمكن أن تهدد هيمنتهم كما كانوا ينظرون إلى الاشتراكية أو الشيوعية المتمثلة بالاتحاد السوفيتي .

وقد أطلق عبد الوهاب المسيري[15] عبارة غاية في الدقة والواقعية يقول فيها : ( إن سر العداء مع الغرب يعود في حقيقته إلى عدائهم مع الإنسان )[16] , وبيان هذه الحقيقة متوقف على إيضاح تكوين الإنسان , فالإنسان متكون من أربعة قوى ” الغضبية و الشهوية والوهمية والعقلية ” كما يعبر العلماء وهذه القوى هي التي تشكل حقيقة الإنسان[17] .

القوى الأولى ” الغضبية والشهوية والوهمية  ” يشترك فيها جنس الحيوان بما فيها الإنسان بلا فرق بينه وبين بقية الأنواع كالقرود والأسود والفئران .

أما القوة الرابع ” العاقلة ” فيتفرد فيها النوع الإنساني مفترقاً متميزاً عن باقي أنواع الحيوان بما يمتلكه من قوى عاقلة .

و المناطقة في بيان حقيقة الإنسان يذكرون بأنه حيوان ناطق ؛ إذ يضعون القوة العقلية محل فصل عن باقي أنواع الحيوانات التي تشاركه في جنس الحيوانية , فلا مزية للإنسان سوى هذه القوة المفرقة[18] .

والإنسان إذا ولد ووجد من العدم في هذه الخليقة يولد وهو يتحلى بالفطرة السليمة , فيولد إنساناً , ولكن مع مرور الأيام تبدأ الروح بالخضوع لمتطلبات الجسد وما يحمله من غرائز , فيفقد بذلك فطرته السليمة ويصبح أسيراً لغرائزه ورغباته ومنافعه وبفقدانه لفطرته يفقد الإنسان إنسانيته شيئاً فشيئاً , وتبدأ مراحل تحوله إلى حيوان باحث عن مصالحه و منافعه بكل وسيلة .

والغرض من إرسال الرسل وتشريع الشرائع يكمن في تكامل الإنسان ,  ولا سبيل لتكامله إلا من خلال رجوع إنسانيته التي فقدها جراء خضوع الروح لمتطلبات الجسد المادية , وإرجاع الإنسانية يتم من خلال ممارسات شرعها الشارع المقدس وقننها بقوانين دقيقة [19].

والنظام الرأسمالي كما يعبر كارل ماركس : ( الرأسمالية ستجعل كل الأشياء سلعة , الدين والفن والأدب , وستسلبها قداستها )[20] , فالنظام الرأسمالي لا قيمة لديه فوق قيمة الربح والخسارة والمنفعة واللذة , فكل القيم تابعة للمنفعة والمصلحة , والمتحكم بالإنسان وفق هذا المذهب هي الغرائز والمنافع , و الحسن والقبيح الأخلاقي بنظر الرأسمالي تابع للمصلحة والمنفعة الذاتية .

و بقاء القيم والمثل الإنسانية التي جاء بها الإسلام سوف تُعرِض النظام الرأسمالي للخطر ؛ إذ أن الإنسان لن يبحث عن مصلحته وعن الربح والخسارة ولن تكون هذه المصالح هي المتحكمة به على حساب القيم والمثل الإنسانية , بل تكون القيم الأخلاقية الحسن والقبح تابعة للعقل , فلا بد من دفع عجلة الخطر الإسلامي التي تعيد للإنسان إنسانيته , وبقاءه عائماً في بحر الحيوانية غارقاً في ملذاتها مقدماً مصلحته ومنفعته على كل قيمة أخلاقية وإنسانية حث الإسلام عليها وأوجبها , ولا يمكن دفع خطر الإسلام إلا من خلال نشر الجهل والتضليل في صفوف المجتمع وبالأخص الفئة الشابة _ التي تُعَدُ عَصَب الحياة للمجتمعات وقوام نموه وتقدمه- وتوجيهه بكل وسيلة وغاية في سبيل ذلك  .

من هنا أخذوا يبحثون بكل ما أوتوا من قوة لهدم أسس الإسلام واستبداله بإسلام جديد لأنهم يعرفون أن أغلب الأفراد لا يمكنهم أن يتخلوا عن الأيمان بوجود دين وبوجود خالق ؛ لذلك عملوا كما عملوا مع الديانة المسيحية في أن يزرعوا فهماً جديداً للدين بواسطة زخ عدد من المفردات من قبيل الإسلام الديمقراطي أو الإسلام العلماني بغية أفراغ الإسلام من محتواه .

في كتاب محو العراق يصرح المؤلفون له أن الغاية من هذه الوسائل الاستعمارية الحديثة هي : ( أن العراق سيصبح ديمقراطية على الطريقة الأمريكية ويؤمن إمدادات النفط المأمونة للولايات المتحدة ويوفر فرص أعمال معدودة للشركات المتعددة الجنسية )[21].

ولو سألنا ما علاقة الديمقراطية بهذه الأشياء ؟

فيكون جوابه في أن الإسلام وثقافته يشكل الند للاستعمار والسيطرة المباشرة للغربيين , وحاولوا تغييره بالقوة ولم يفلحوا , لكن ظهر جيل متأثر بأفكارهم , ساعد في انتشار النموذج الغربي في هذه البلدان ,  لكن بقى من يمثل النموذج الغربي فئة قليلة.

فثورة إيران .. ند ثقافي.

تركيا أردوكان كذلك .

لكن تركيا أتاتورك , وإيران الشاه , مهدت لسيطرتهم وقوة نفوذهم في المنطقة بكل سهولة .

أوربا تعيش على أفريقيا التي هي منجم خيرات وذهب , وأمريكا تعتمد كثيراً في هيمنتها على العالم على بركات الله في هذه المناطق.

هل تتصور أن تترك أمريكا الشرق الأوسط ثقافياً ليخرج أكثر من خميني ويحول , مثل إيران التي كانت مركز أمريكا في الشرق الأوسط إلى مصدر قلق دائم لهم ؟!.

لا أمل لهم في تغيير الأنظمة وفرض السيطرة بالقوة أملهم بتجهيل وتضليل الشباب وبما يشابهه من وسائل الهيمنة الجديدة , و بواسطة عدة  أساليب ومخططات .

المطلب الثاني : الدوافع السياسية

إيديولوجيا الهيمنة الثقافية وفلسفتها كما مورس ويمارس في الولايات المتحدة الأمريكية الآن على العالم أجمع بواسطة وسائل الاتصال السمعية البصرية المتطورة من أجل إخضاع النفوس وصولاً إلى إخضاع الأبدان , ((فمنذ سنة ۱۹۱۲ دخل المغرب في حماية فرنسا ، ولقد أصبح في الواقع أرضاً فرنسية , وعلى الرغم من استمرار بعض المقاومة في تخومه ، تلك المقاومة التي تعرفون أنتم ورفاقكم في السلاح مدى ضراوتها ، فإنه يمكن القول إن الاحتلال العسكري لمجموع البلاد قد تم , ولكننا نعرف ، نحن الفرنسيين ، إن انتصار السلاح لا يعني النصر الكامل : إن القوة تبني الإمبراطوريات ولكنها ليست هي التي تضمن لها الاستمرار والدوام , إن الرؤوس تنحني أمام المدافع ، في حين تظل القلوب تغذي نار الحقد والرغبة في الانتقام . يجب إخضاع النفوس بعد أن تم إخضاع الأبدان . وإذا كانت هذه المهمة أقل صخباً من الأولى فإنها صعبة مثلها وهي تتطلب في الغالب وقتاً أطول ))[22] , بهذه العبارات البليغة خاطب هاردي مدير التعليم الذي أقامته فرنسا في المغرب ، على عهد الحماية لجماعة من المراقبين المدنيين و الحكام الفرنسيين المحليين الذين اجتمعوا بمكناس عام ۱۹۲۰ في دورة من الدورات التكوينية التي خصصت لهم  .

كانت إستراتيجية الاستعمار الأوروبي في القرن الماضي والعقود الأولى من هذا القرن تقوم ، في كل مكان على مبدأ ” يجب إخضاع النفوس بعد إخضاع الأبدان ”  إخضاع الأبدان يتم بالمدافع ، أما إخضاع النفوس فسلاحه التعليم والثقافة .

لم يكن من الممكن في الماضي الدخول في عملية إخضاع النفوس من دون المرور أولاً بمرحلة المدافع وإخضاع الأبدان.

و الاتصال لم يكن ممكناً إلا بعد احتلال الأرض شبراً شبراً والإمساك بالسكان قهراً لتبليغ الرسالة إليهم ، أما في السوق وأما في المدارس , نعم لقد سبق الاستشراق المدافع ، ومعه البعثات التبشيرية وغيرها ، ولكن مهمته لم تكن تتجاوز الاستكشاف لتمهيد الطريق للمدافع.

أما إخضاع النفوس فهو يستلزم الاتصال المباشر والواسع الذي يمهد له المدفع ، ويحميه  كان ذلك بالأمس , أما اليوم ، في أواخر القرن العشرين ، فالاتصال من دون المدفع ، ممكن وإخضاع النفوس ، عن بعد ، من مسافة بعيدة أصبح أمراً میسوراً جداً بفضل التقدم الهائل في وسائل الاتصال السمعية البصرية[23] .

فلقد انقلب الوضع انقلاباً : لم يعد إخضاع الأبدان شرطة في إخضاع النفوس ، بل بالعكس ، لقد غدا إخضاع النفوس طريقة لإخضاع الأبدان ,  لقد كان القدماء من الفلاسفة يعرفون البدن بأنه ( آلة تستخدمها النفس ) وإذاً فإخضاع النفس يستتبع إخضاع آلتها البدن تلك هي حقيقة (الهيمنة الثقافية ) في عصرنا الراهن وذلك هو هدفه .

في عالم السياسة يجب إخضاع جميع الأطراف لسياستك وجعلهم عبيداً كي تكون أنت الأقوى , وطبقاً لسياسة الغاب هذه  تسعى أمريكا لأن تكون الأسد الوحيد والملك الفريد المتحكم والمسيطر بالنفوس والمصائر .

أن أمريكا تسعى لأمركة العالم أي تريد أن تصنع عالماً أمريكياً أو كما هم يعبرون (Pax Americana  ) ويقول البروفسور ( فلاديمير سوغرين ) أمريكا تسعى إلى أمبراطورية أمريكية هي السيد والباقي عبيداً لها [24].

وهذه الهيمنة والسيطرة لا تتم  بعد نشر الجهل وتفتيت الصروح العلمية وتضليل الطاقات الشبابية في البلدان بغية الحصول عليها واستعبادها , والقرآن الكريم يقف على هذه الحقيقة وهو يقص لنبيه حادثة فرعون واستخفافه عقول قومه ونشر الجهل بينهم محاولاً خلق عالم يكون فيه  الرب والسيد والخلق عبيد وخراف تسير طوع أمره ووفق هواه , فيقول تعالى : ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ﴾[25] , واستخفافهم من خلال تسفيه آرائهم وعقولهم .

المطلب الثالث : دوافع الإيديولوجية المتطرفة

تسعى الجماعات المتطرفة إلى التضليل والتجهيل , إذ تركزت أجندتهم في استهداف الفئات العمرية الشابة خصوصاً , محاولين استمالتها ودفعها نحو ما يريدون  , بأساليب محبوكة وبخطط مدروسة , ومن هذه الإيديولوجيات المنحرفة والمتطرفة إيديولوجيتان ” الدينية ” و ” الرافضة للدين ” .

و تشكل ” داعش ” من أهم و أوسع الإيديولوجيات الدينية المتطرفة  التي تسعى لنشر ثقافة الجهل بين صفوف الشباب محاولين تجنيدهم لسياساتهم المنحرفة والمتطرفة  ؛ وذلك من خلال تحريف الخطاب الديني , وقراءة النصوص الدينية قراءة متطرفة منحرفة عن مسارها الصحيح .

داعش  عبارة عن منظمة إرهابية متطرفة ظهرت في عام ” 2013″  تبتني الفكر التكفيري المتطرف , مدعيةً تطبيق تعاليم الدين الإسلامي , حاثةً الناس على الانضمام إليها في المناطق  في المناطق التي استولوا عليها  ” العراق ” و ” سوريا ”  , فيشير لفظ  ” داعش ” إلى الدولة الإسلامية المقامة في العراق وسوريا , إذ يعني حرف ” الدال ”  اختصار الدولة  , وحرف ” الألف ” اختصار الإسلامية , وحرف ” العين ” اختصار العراق , وحرف ” الشين ”  اختصار الشام .

وتسعى هذه الجماعة الإرهابية إلى تجنيد الشباب المقاتلين من جميع أنحاء العالم وإعادة تطبيق الشريعة الإسلامية و الخلافة من منظورهم ؛ بالقتل والحرب والسيف , فاتخذت من الدين غطاءً لها لترويج أجندتها وبث سمومها في العالم ؛ من خلال إقناع الفئات العمرية الشابة بالانضمام إلى صفوفهم , تحت مسمى الجهاد ؛ لإلهامهم بتنفيذ الهجمات الإرهابية في كافة دول العالم .

تنوعت وتعددت استراتيجيات و أساليب تنظيم ” داعش” في نشر الأفكار المتطرفة والمنحرفة , إذ حرص أفراد هذا التنظيم عل تجنيد الشباب والعناصر من خلال الهجمات الإرهابية الإلكترونية , واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات العنكبوتية .

نشر تنظيم “داعش” أفكاره المنحرفة إلى دول العالم وباللغة الإنكليزية من خلال مجلة ” دابق ” ؛ إذ من خلالها نشروا التضليل والجهل من خلال بث أفكار مغلوطة وباطلة عن الإسلام , مستدلين باطلاً ومحرفاً بالقرآن الكريم والسنة الشريفة وبما جاء به من آيات تحث عل الجهاد .

وكنموذج عل هذا التطرف ما جاء في مجلة ” دابق ” في تحريف قوله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.[26]

استدل بها لتحريض الأمم الإسلامية بالخروج على ولاة أمورهم وتكفيرهم واستباحة دمائهم وإثارة الفتن في البلاد إذ استهل دعاة التطرف خطابهم بذكر وجوب الفرار من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام والانضمام إلى الدولة الإسلامية وذلك لكونها الطريقة الوحيدة التي يمكن للناس بها إنقاذ أنفسهم من الوقوع في الفتنة والفساد في جميع أنحاء العالم.

وعليه قاموا بتكفير كل المسلمين عدا المعلنين الانضمام إلى الدولة الإسلامية لاستباحة دمائهم وإقناعهم بأجندتهم ومزاعمهم، فكانت الخطوة الأولى (التكفير). ثم استطردوا بذكر الخروج على ولاة الأمر للفرار من بلاد الكفر كما يدعون، فأوصوا بخطط تدرجية منها من يستطع الهجرة من بلاده إلى الدولة الإسلامية فقد نصر الله بفراره ومن لم يستطع فهناك أيضًا باب آخر؛ إذ عليه أن يجمع طوائف تنظيمية إرهابية تشجع على الخروج على ولاة الأمر وإثارة الفتن وإعلان المبايعة للخليفة المنتظر. [27]

جنحت الجماعات الإرهابية إلى تصورات ظالمة تضمنتها تفسيرات محرفة ، وهذه الآية حرف تنظيم داعش تفسيرها ؛ ليدعم بها ادعاءاته الباطلة التي تدعم مزاعمه في تجنيد المتطرفين وإثارة الفتن في البلدان الإسلامية ومنها العراق .

أما بخصوص الإيديولوجيات ” اللادينية ”  فإن الناقمين من الحركات والتنظيمات الدينية أو حتى الناقمين من الدين , يحاولون تجهيل الناس من خلال التصيد في بعض المواقف وفي بعض الأحكام التي تصدر من الفقهاء مبرزينها على أنها أحكام خلاف الإنسانية , وأنها أفكار تدعو للتطرف , وغيرها من التهم والمكائد التي يتصيدون من خلالها عقول الشباب في الساحة العراقية , مستهدفين الضعف الثقافي والديني الذي مع شديد الأسف بات هو الحالة الغالبة للشباب العراقي , وكذلك غياب الوعي في صفوف أبناء المجتمع , حتى باتوا ينجرون وراء كل ناعقة وكل صائحة , وإن كانت تجرهم نحو الهلاك والضلال .

فمثلاً يخبرون الناس والشباب أن الدين الإسلامي  يدعو إلى القتل وإلى سفك الدماء , وخير دليل ما تجدونه في القرآن الكريم من آيات كثيرة تحرض على قطع اليد والرجل والقتل بحجة الجهاد , و إن نبي الله إبراهيم مثلاً  حاول ذبح ولده لمجرد رؤية رآها في منامه ؛ فأي دين يفعل ذلك ويدعي بعد ذلك أنه جاء لهداية الناس , أي هداية تنسجم مع القتل والقطع والدم والإرهاب , بهذه الأفكار المتطرفة والمغلوطة يحاول أصحاب الإيديولوجيات اللادينية تضليل الشباب واستمالتهم نحو الإلحاد المصطنع والذي في أغلب حالاته تقف وراءه منظمات مدفوعة الثمن .

 

المبحث الثاني : المخططات في التجهيل والتضليل

المطلب الأول : الإلهاء

في نهائيات كأس العالم لسنة 2002م المقامة في كوريا الجنوبية واليابان ظهر اللاعب البرازيلي رونالدو بقصة شعر غريبة لفتت انتباه الجميع , ورغم غرابتها شكلت موديل لمجموعة كبيرة من الشباب في ذلك الوقت وأصبحت موضة العصر , كما لفتت الرأي العام على الصعيد الرياضي من متابعين ومهتمين بالحدث الرياضي , فحاول الكثير من المحللين الرياضيين الوقوف على سر هذه القصة الغريبة والتي لا تحمل مظهراً جمالياً , وبقيت هذه القصة سراً غامضاً لسنوات من الزمن .

وفي لقاء صحفي باللاعب البرازيلي رونالدو , بعد سنوات من اعتزاله كرة القدم بين اللاعب السر وراء هذه القصة الغريبة فقال : (( إن فخذي كان يؤلمني وكانت وسائل الإعلام تتحدث بكثرة عن هذا الأمر وعن عدم جاهزيتي لخوض المباريات , ولكن عندما وصلتُ إلى التدريبات بالتسريحة الجديدة توقف الجميع عن الحديث بخصوص الإصابة , واصبحت القصة الغريبة شغلهم الشاغل ))[28] , هذا الأسلوب الذكي والمخادع هو ما يسمى في عالم السياسة بالإلهاء .

والإلهاء عنصر أساسي لتحقيق الرقابة على المجتمع، عبر تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الهامة والتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية، مع إغراق النّاس بوابل متواصل من وسائل الترفيه، في مقابل شحّ المعلومات وندرتها.

وهي إستراتيجية ضرورية أيضاً لمنع العامة من الوصول إلى المعرفة الأساسية في مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب، وعلم التحكم الآلي.

ويقول تشومسكي : ( حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، اجعلوه مفتوناً بمسائل لا أهمية حقيقية لها , أبقوا الجمهور مشغولاً، مشغولاً، مشغولاً، لا وقت لديه للتفكير،وعليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات ) [29].

بهذه الطريقة يحاولون زرع الجهل والتضليل بطريقة مرتبة و بهندسة منظمة في صفوف المجتمع العراقي من خلال وسائل الإعلام التي يديرونها , مستهدفين الطبقة الشابة , بغية خلق جيل لا يفرق بين الناقة والجمل , تنطلي عليه كل الحيل الخبيثة والماكرة , مفرغاً من أي معرفة , متضجراً من أي خطاب فكري يحاول أن ينبهه ويوقظه من سباته .

ففي أعظم الأشهر عند المسلمين وفي العراق خاصة وهو شهر رمضان المبارك , إذ يُعد هذا الشهر من الأشهر العبادية التي يتفرغ فيها الناس للعبادة ويحسون فيها بالقرب المعنوي من الله سبحانه وتعالى ممارسين أعظم شعيرة في ضبط النفس والالتزام , مبتعدين عن أي صورة من صور الرياء محاولين الإخلاص لله تعالى , شهر الصيام والقيام (( شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ))[30] , تبدأ القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي المدعومة من الغرب والممولة سياسياً وفكرياً من قبلهم برامجها المعدة لهذا الشهر مستخدمين إستراتجية الإلهاء المتقدمة , إذ يبثون عدداً كبيراً من المسلسلات وبرامج الطبخ محاولين إلهاء الناس عن أهم البرامج في هذا الشهر , جاعلينه شهر مسلسلات وبرامج طبخ , وبين هذا الكم الكبير من البرامج التافه يبث برنامجاً أو برنامجين فيهما فائدةً للمجتمع , مبرزين  التفاهة والسخافة بشكل واضح وجلي .

سياسة التجهيل تتم بأساليب كثيرة وعديدة , إلا أن هذه الوسيلة من أفضل الوسائل , وأسهلها اختراقاً  لصفوف المجتمعات , إذ أنها لا تتطلب جهداً كبيراً , بل كل ما تتطلبه حدث يجذب الانتباه ويدير دفة الأنظار باتجاه أحداث جانبية أعدت لهذا الغرض , وهذا ما حصل في أحداث العراق الأخيرة إذ كلما أراد العراق والشباب العراقي التخلص والوصول إلى حل من الحلول التي تنقذه , يُرمى بأحداث جانبية تقلب الموقف رأساً على عقب , كما حدث في حادثة الوثبة[31] , إذ كانت الحادثة بالفعل أمراً غريباً لفت أنظار الجميع وحول الموقف  المحلي فضلاً الدولي اتجاهها .

مثل هذا الحدث وغيرها من الأحداث في الساحة العراقية لا تخلوا من أيادي هندست وخططت لها ممارسةً إستراتيجية الإلهاء المفتعلة بغية التحكم بالمشهد وتحويل اتجاه مشاهد جانبية لا أهمية لها , فأوقعوا المجتمع في دوامة مختلقة من الجهل والضياع والتضليل .

المطلب الثاني : الصدمة

 المطلب الثاني : الصدمة

إستراتيجية الصدمة من المخططات المستخدمة في هندسة الجهل وصناعته , وقد ذكر بعض الباحثين إن التجهيل والتضليل يتم من خلال نظرية الصدمة ففي القرن العشرين فكر طبيب نفسي أمريكي في هذه النظرية أسمه ” كاميرون “ إذ حاول هذا الطبيب أن يغير أفكار الإنسان بشكل كامل , أي يصنع إنساناً جديداً مختلفاً عن الأول [32].

ومن أجل أن يصنعه كان لا بد أولاً من مسح أفكاره السابقة ومسح ذلك يتم من خلال تعريضه إلى صدمة , فوضع مرضاه في مكان مظلم بغية تعطيل حواسهم , وقد مولت أبحاثهم من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية وقد طبقت أن هذه النظرية في سجون أبو غريب .

فكرة الصدمة هي أنك إذا أردت أن تجعل الطرف الآخر ملكاً لك خاضعاً عليك أن تخضعه لصدمة كبيرة تجعله مستسلماً لك ولكل ما تلقنه إياه .

طبق عالم الاقتصاد ” افريدمن ” هذه النظرية على الشعوب فكانت هذه الفكرة من أجل السماح للشركات الأمريكية عابرة القارات أن تتحكم باقتصاد الشعوب , وبما أن الشعوب لا تقبل أن تكون حياتها واقتصادها بيد مجموعة شركات أجنبية ؛ فلا بد من صدمة كبيرة لأهل هذا البلد تجعلهم فاقدين الإدارة والسيطرة عليه .

طبق ” افريدمن “ ما نظر له أول مره على ” تشيلي” الذي كان بلد نظام الحكم فيه شيوعي , بدأ الأمر بترتيب انقلاب عسكري , وبعد الانقلاب جاءت الصدمة إذ انتشر القتل والنهب والسلب وارتفعت الأسعار و ذهب الأمن والأمان وكثرة البطالة فبات الشعب والحكومة لا تعرف ماذا تفعل للتخلص من هذا الأمر وسط هذه الصدمة المخيفة , جاء الدور بعد ذلك للتدخل ووضع الحلول من قبل الأمريكان , تم عرض الحلول الممنهجة والعملية والتي سوف تنقذ البلد , بواسطة جعل السوق فيها سوقاً حراً لا ملكية للحكومة بل الملكية ملكيةً فرديةً , وهنا حلت الرأسمالية , لتسود السيطرة للشركات الأمريكية قبل الجميع[33] .

ويطلق عليها أسم ” الإستراتيجية افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول”  كما يسمّى هذا الأسلوب ” المشكلة ,  التّفاعل , الحلّ ” . يبدأ بخلق مشكلة، وافتعال “وضع مّا ” الغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور، بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه. على سبيل المثال: السّماح بانتشار العنف في المناطق الحضرية، أو تنظيم هجمات دموية، حتى تصبح قوانين الأمن العام مطلوبة حتّى على حساب الحرية. أو: خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة، ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا، ومن ثمّة، قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه.

طبقت هذه نظرية الصدمة  في عدة بلدان ومنها العراق فوزير الدفاع الأمريكي ” دونالد رامسفيلد “ أبان احتلال  العراق كان من تلامذة ” افريدمن “ [34].

عندما يغيب وعي الشعب ويعجز عن فهم وإدراك ما يدور حوله ولا يلوح له في الأفق أي حل ممكن التطبيق ؛ ليخرجه من واقعه السيئ , سيقع عندها في صدمة وسيصبح مستعداً لقبول حلول خارجية جاهزة كان من المستحيل أن يقبلها سابقاً .

ففكروا في ما يدور الآن إنه جزء من نظرية الصدمة , ما يحدث من تطبيع لدول عربية مع إسرائيل بعد أن كانت رافضة لإسرائيل وبعد أن كانت فلسطين قضية , وما يحدث الآن في الساحة السياسية في العراق , وفي بعض الدول العربية كسوريا واليمن ولبنان من غياب الحلول ومن انتشار البطالة , غياب الأمن وانتشار المليشيات والعصابات الإجرامية , وغيرها الكثير الكثير , جزء كبيرة منه جاء جراء نظرية الصدمة , وهاهي أمريكا تتحكم بالشرق الأوسط وتصول وتجول على قدم وساق .

هنالك الكثير والكثير من الأمثلة تؤكد صحة هذه النظرية وتأثيرها في مجتمعاتنا في نشر الجهل والتضليل .

المطلب الثالث : تزيين وإلباس الأفكار الباطلة ملبس الحق .

من أخطر صور التضليل والتجهيل التي يمارسها شياطين الإنس لإغواء المجتمعات واستعبادهم  ” تزيين الأفكار الباطلة ” , فلكي يروجوا أفكارهم الباطلة فإنهم يلبسونها ملبس الحق , ويعرضونها على غير حقيقتها وواقعها , فيعملون جاهدين لإبرازها بأسمى صورة وبأفضل منظر , إذ يغلفونها بأغلفة جذابة , ويحفونها بباقات براقة , فالأفكار الباطلة إذا بقيت على حقيقتها لا يمكن للفطرة السليمة أن تتقبلها , ولا النفوس السوية ترضاها , وتلك حقيقة لا يجهلونها .

وحقيقة التزيين ليست وليدة العصر الحديث بل إنها حيلة خبيثة مارسها الشيطان منذ بدأ الخليقة يغوي بها الضعفاء من الخلق مستدرجهم نحو شباكه وشركه  إذ يقول تعالى : ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [35]

وقوله تعالى : ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[36] , فالتزيين ذكره الله محذراً منه في كتابه بقوله تعالى : ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾[37] , وقوله تعالى : ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾[38] .

ومن تزيين الشيطان وتغريره بالخلق أن يسمي الأمور الباطلة والمحرمة بأسماء محببة للنفوس , ويعنونها بعناوين براقه , مخادعة تزور الحقيقة كما سمى الشجرة المحرمة بالشجرة المباركة مخاطباً آدم ﴿ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ ﴾[39] .

ويقول ابن القيم : ( ومنه وريث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها , فسموا الخمر بأم الأفراج وسموا أخاها – الميسر – بلقمة الراحة , وسموا الربا بالمعاملة )[40] .

وهكذا استمر أهل الباطل في كل زمان يضللون الناس من خلال تزيين الباطل وزخرفته , وتشويه الحق وتنفير الناس منه , ونحن في هذا الزمان نشاهد ونسمع من التزيين ما لم يمر على الزمان بمثله كماً وكيفاً ؛ بسبب الوسائل التي أتيحت في هذا العصر .

فمن الأسماء المزيفة التي زخرفت بزخارف رنانة تدعو على السكينة والمحبة وهي في الواقع , مكامن الخطر والخوف , وشراك الباطل وأهله , مفهوم الديمقراطية والحرية والعدالة وغيرها من المفاهيم الرنانة والكبيرة بمحتواها .

فالديمقراطية في حقيقتها ( أن العراق سيصبح ديمقراطية على الطريقة الأمريكية ويؤمن إمدادات النفط المأمونة للولايات المتحدة ويوفر فرص أعمال معددودة للشركات المتعددة الجنسية )[41].

و من المفاهيم الإنسانية وإن كانت في واقعها كما يصرح المسيري بقوله : (( أن أمريكا لا تريد الإنسانية للإنسان كما تدعي بل تريد أن تكون هي الإنسانية ))[42] , أي ما تفعله أمريكا هو الإنساني وإن كان في نظر غيرها غير إنساني  .

وأما إلباس الأفكار الباطلة ثوب الحق وملبسه فهي من الوسائل القديمة والتي أشار إليها القرآن الكريم كثيراً في كتابه العزيز : ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[43] . وقوله تعالى : ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾[44] .

والتلبيس كما في التعريفات للجرجاني يراد منه : (( ستر الحقيقة وإظهارها بخلاف ما هي عليه ))[45] .

كما يراد منه في مجال التضليل والتجهيل الفكري (( دس الأفكار الباطلة , والمذاهب الفاسدة , ضمن حشد من الأفكار الصحيحة , أو لها القبول إجمالاً ))[46] , وهنا يظهر التضليل بوحهه الخبيث المخادع والماكر متمثلاً في سموم الأفكار المنحرفة والضالة مدسوسةً ضمن حشد من المعارف الصحيحة والأفكار المقبولة .

تستغل هذه الصورة من التضليل والتجهيل استغلالاً كبيراً ي مجال البحوث والمقالات , وهذه الحيلة الخبيثة المصطنعة تنطلي على كثير من أهل العلم والمعرفة , فكيف بالجهال من الناس الذين لا خبرة لديهم أو تحصيل علمي : (( إن عرض جملة من الأفكار الصحيحة , والأفكار المقبولة إجمالاً تجعل أذهان الناس تستسلم وتطمئن لسلامة قصد عارضها ومقدمها لاسيما حينما يزينها بزخرف من القول ويرتبها ترتيباً منطقياً , ثم تأتي الأفكار المندسة محاطة من سوابقها ولواحقها بما يسترها , إذ للصحيح وللمقبول من الأفكار ظلال تسمح بمرور الباطل المندس بينها دون أن تثير الانتباه ودون أن تكشف الأذهان بطلانه ))[47] .

هكذا يتم تجهيل الناس وتضليل الأفكار الباطلة , وهكذا يغطي المضلون أفكارهم الباطلة من خلال الدس والمكر فتنفذ إلى مجتمعاتنا كالنار في الهشيم , ضمن ما ينفذ من أفكار أخرى متخفية بين طيات الأفكار الحقة والمقبولة .

وهكذا نفذت إلينا أفكار الغرب بدعوى التجديد والتنوير , و إعادة القراءة للفكر الديني , أو تصحيح الفكر الديني , أفكار باطلة تلبس لباس الفكر الحق ومتخفية بين الأفكار المقبولة , ولا نريد أن نرمي التهم على كل دعاوي التجديد والتنوير بل ما نبغيه تحذير المجتمع من الانجرار وراء الأفكار المزخرفة والبراقة بل التريث والرجوع إلى أهل الفن والخبرة في هذا المجال .

المطلب الرابع: صناعة و نشر التفاهة

تشكل شبكات التواصل الاجتماعي اليوم الوعاء الأكبر و الأهم لنشر التفاهة , واللوحة الأوسع لعرض التطرف والانحراف ,وإبراز التافهين كقدوة وملهمين , ولو أخذت جولة سريعة تتصفح فيها منصات التواصل الاجتماعية متابعاً ما يداول من أخبار ومنشورات في المنطقة العربية لوجدت نفسك محاصراً بكم هائل من الضحالة والتفاهة , فالعالم العربي بات مسرحاً ومرتعاً لضحالة التفاهة المدفوعة الثمن .

بات العالم بأسره محكوماً بنظام أسماه الكاتب الكندي ألان دونو ( نظام التفاهة) , تسيطر فيه طبقة من التافهين على جميع مناحي الحياة , وبات الفضاء يتنفس فيه هواءً متعفناً بأخبار التافهين , وبموجبه يتم مكافئتهم لرداءة وتفاهة المحتوى المصنوع , بدلاً من مكافئة العمل المثمر والمحترم .

تأخذ منصات التواصل الاجتماعية و الشبكات العنكبوتية أغلب الأوقات من الشباب في العراق والعالم , إذ يجد الشاب فيها فرصة لإضاعة الوقت حيث الفراغ المسيطر على أغلب الطبقة الشابة في بلدنا في ظل غياب الأعمال والوظائف لطبقات الشابة , مما يعطي فرصة لضياع الشباب في دوامة من التيه والتخبط  بلا أوتاد تشد كيانهم ولا بوصلة تضبط مسارهم , فراغ ديني وثقافي و وجودي  تمخض عن تفكك المؤسسات ثقافياً و علمياً , تلك المؤسسات التي تقف في وجه التفاهة في العالم الغربي , تكاد تغيب في الوسط العربي .

بالعودة إلى حقيقة نظام التفاهة كما ذكره ألان دونو يتبين أن (( فايروس التفاهة قد انتقل إلى كل مرافق , ولم تنج منه الجامعات و المؤسسات البحثية , فقد باتت الأبحاث محدودة , ومجزأة وسطحية , وباتت التخصصات البحثية ضيقة إل درجة فقدانها لماهيتها العلمية والشمولية الواسعة )) [48].

أصبحت العلوم تُتعلَم من أجل غايات تافهة وضحلة فالبعض يدخل المدارس والجامعات باحثاً عن وظيفة أو فرصة عمل والبعض الأخر يدخلها من أجل قضاء وقت ممتع أو جعل أماكن العلم متنفس من ضيق الحياة , وهذا الحال لأغلب بنات عراقنا , إذ أنهن يضطرنَّ للتعلم ؛ هروباً من الأعمال المنزلية أو قضاءً لوقت أجمل من خلال التعرف على الأصدقاء , وأما حال أغلب الشباب فهم يرتادون المدارس والجامعات باحثين عن أماكن لأقامت العلاقات أو عرضاً لموضات الملابس وقصات الشعر , فتركت الغاية الحقيقية وراء طلب العلم , والمحصلة النهائية خروج شاب يحمل شهادة علم ولكنه خالي ومفرغ من كل معلومة وثقافة , فهو لا يُحصّل سوى شهادة من دون علم [49].

ما الحل إذاً ؟ , يرى دونو أن تأسيس الفكر النقدي , واستخدام النقد الدائم , آلية مهمة من أجل محاربة نظام التفاهة ؛ فهو يدعو إلى إعمال  الشك والتشكيك في كل شيء , وعدم قبول أي شيء على أنه مفهوماً ضمنياً , وعلى الفرد أن يسأل الأسئلة وأن يجتهد في البحث , وأن يسمي الأشياء من جديد , أن يبدع وأن يخلق , إنها عملية بحث دائمة , وهي مكلفة من ناحية المجهود الفكري الذي ينبغي للفرد أن يستثمره , لكنها عملية مجدية مهمة في نهاية المطاف ؛ بغية إنهاء نظام التفاهة [50].

أصبحت التفاهة مرغوبةً اليوم , وباتت أنموذجاً يحتذى به , وهي تشجعنا في كل يوم على عدم التفكير , وعلى السبات , وتقبل الأمور كما هي دون أن نبحث أو نسأل أو نحفر , وهي تريدنا أن نكون كسالى , وبهذا فإنها تحيلنا إلى مستهلكين لا منتجين , وأهم ما في الأمر مجردين من كل تفكير نقدي .

فالمطلوب رفع وعينا الاجتماعي والسياسي بصفته فعل مقاوم , والتحرر من قيود التفاهة التي هي مهمة الجميع إذا ما أرادوا انقاذ الوضع الحالي في العراق , فمن ينجو من هذا الطوفان الجارف يتخلص من شر عظيم , والعاقل من حرس نفسه وأهله من تلك التفاهة القادرة على جعل الوجود  أجوف!.

 

الخاتمة ونتائج البحث

بعد مشاور ليس باليسير والقصير مع هذا البحث المهم والحساس توصلت في ختامه إلى نتائج عدة وهي :

  1. أن هناك أكثر من دافع وراء صناعة الجهل و تأسيس القواعد له وتنظيمه ليكون علماً وصناعةً وهندسةً , من خلالها يهدم العلم ويبنى الجهل , وينطفئ النور وينتشر الظلام في المجتمعات .
  2. يعاني الشعب العراقي في الوقت الراهن من هجمة ممنهجة وواضحة لنزع كل القيم والعلوم الحقيقية واستبدالها بقيم تافهة وعلوم سطحية , حتى بات أغلب الشباب العراقي سطحي في تفكيره يتمسك بالألفاظ غير ملتفت للمعاني , ينخدع بجمال وعذوبة الألفاظ , والشواهد كثيرة .
  3. التجهيل والتضليل بدأ ينتشر في المجتمعات والبيئات العلمية وعلى رأسها الجامعات , من أساتذة فضلاً عن طلبة , فكثير ما نرى الأساتذة يعتنقون أفكار أشخاص سطحيين أو أن يكون مقياس كون الشخص عالماً ومتبحراً في مجاله مقدار ذكره للمصادر في محاضرته من دون تقييم نفس المحاضرة بالموازين والقيم العلمية من رصانة وغيرها .
  4. لا بد من التصدي للهجمات التضليلية والتجهيلية التي تثار في المجتمع العراقي وتقع مسؤولية هذه المهمة على عاتق العلماء وأصحاب التخصصات , فلا بد من أقامة مراكز بحثية تعنى بدراسة الظواهر التي تنتشر في الساحة العراقية عبر منصات التواصل الاجتماعي وغيرها , ودراستها دراسة مستفيضة , ولا يستهان بأبسط الظواهر التي تشاع في المجتمع , فقد تكون ورائها خطورة قد تظهر مع مرور الأيام .

 

[1] أبن منظور , لسان العرب : 11/129.

[2]  ينظر . الفيومي , المصباح المنير :  44.

[3] محمد رضا المظفر , المنطق : 1/ 18.

[4] علي الدر , علم الجهل , مقال منشور بتاريخ 17/ 12/2018 , www.sasapost.com  .

[5] ينظر . أيمن المصري , صناعة الجهل , ندوة فكرية في أكاديمية الحكمة العقلية , 7/11/2017.

[6] علي الدر , علم الجهل , مقال منشور بتاريخ 17/ 12/2018 , www.sasapost.com  .

[7] أحمد بن فارس , معجم مقاييس اللغة : 3/356.

[8] سورة السجدة :من الآية 10.

[9] إسماعيل بن حماد الجواهري , الصحاح ( تاج اللغة وصحاح العربية ) : 5/749.

[10] ابن منظور , لسان العرب : 11/ 393.

[11] سالم القمودي , حركة الفكر بين التلقائية والتوجيه القسري : 101.

[12] جيمي كارتر هو الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1977-1981 وقد حصل على جائزة نوبل للسلام في 2002.

[13]:  مايكل أوترمان , ريتشارد هيل , بول ويلسون , محو العراق : 67.

[14] كلمة للرئيس الأمريكي جورج بوش .  نقلاً من كتاب , شيريل بينارد , الإسلام الديمقراطي المدني : 47.

[15] عبد الوهاب المسيري عالم مصري متخصص في الأدب الاوربي , عاش في الغرب سنون كثيرة كتب من خلالها كتابات عديدة حول الغرب والعلمانية تحمل طابع الواقعية والشمولية  ينظر . أحمد عبد الحليم , عبد الوهاب المسيري دراسة في سيرته المعرفية ونقده لقيم الحداثة الغربية : 10.

[16] مقطع فيديو لعبد الوهاب المسيري منشور عل موقع https://youtu.be/aKJj42Nkrnl  .

[17]  ينظر . محمد مهدي النراقي , جامع السعادات : 1/ 40-44.

[18] ينظر , محمد رضا المظفر , المنطق : 130

[19]  ينظر . محمد باقر الصدر , بحوث في أصول الدين 97

[20] كارل ماركس , رأس مال :ترجمة : د. راشد البراوي : 1/ 25.

[21] مايكل أوترمان , ريتشارد هيل , بول ويلسون , محو العراق : 127.

[22] شيريل بينارد , الإسلام الديمقراطي المدني : 21.

[23] ينظر . علي الأمين المزارعي , القوى الثقافية في السياسة العالمية : 154

[24] لقاء فلاديمير سوغرين مع في برنامج رحلة في الذاكرة مع المقدم خالد الرشد , قناة RT روسيا تاريخ اللقاء : 2017/6/22.

[25] سورة الزخرف : آية 54.

[26] سورة الأنفال : آية 73 .

[27] ينظر . بشار عبد الله و مريم عبد الرزاق , ظاهرة التضليل في الخطاب الديني لدى ( داعش) ودرجة الوعي الفكري للشبا السعودي ضد التطرف : 73.؛  مجلته دابق العدد الثاني بتاريخ (2014/07/24) بعنوان «الطوفان 2014 The Flood) .

[28] إبراهيم عبد الحليم ,  السر وراء قصة رونالدو في كأس العالم 2002 , تاريخ النشر 2022/30/10 www.almayadeen.net  .

[29] نعوم تشومسكي , عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب : 2 .

[30] العلامة المجلسي , بحار الأنوار : 93/ 356.

[31] حادثة التي صلب فيها شاب و أمام أنظار الجميع من قبل مجموعة من الشباب بتهمة إطلاق النار على المتظاهرين  في ساحة الوثبة في العاصمة بغداد عرفت فيما بعد بحادثة الوثبة .  ينظر . www.aa.com.tr.

[32] ينظر . قادة الدين, عقيدة الصدمة   , تاريخ النشر : 2018/ 7/6 .   https://www.aljazeera.net    .

[33] ينظر . قادة الدين, عقيدة الصدمة   , تاريخ النشر : 2018/ 7/6 .   https://www.aljazeera.net    .

[34]  ينظر . ويكبيديا https://ar.m.wikipedia.org. .

[35] سورة الأنفال : 48

[36] سورة الحجر : 39.

[37] سورة البقرة : 212.

[38] سورة آل عمران : 14.

[39] سورة طه : 120.

[40] ابن القيم الجوزي  , إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان : 1/ 132.

[41] شيريل بينارد , الإسلام الديمقراطي المدني : 38.

[42] أحمد عبد الحليم , عبد الوهاب المسيري دراسة في سيرته المعرفية ونقده لقيم الحداثة الغربية : 10.

[43] سورة البقرة : 42

[44] سورة آل عمران :71.

[45] الجرجاني , التعريفات : 91.

[46] خالد محمد حميدي و إكرامي محمد محمد الشاذلي , التضليل الفكري في العصر الحديث وسبل مواجهته في ضوء القرآن والسنة : 165.

[47] خالد محمد حميدي و إكرامي محمد محمد الشاذلي , التضليل الفكري في العصر الحديث وسبل مواجهته في ضوء القرآن والسنة :167.

[48] ألان دونو , نظام التفاهة : 36 .

[49] ينظر . حاجي خليفة , كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : 1/ 22.

[50] ينظر . ألان دونو , نظام التفاهة : 124.

المصادر

القرآن الكريم

  • أحمد بن فارس (ت:395ه) , معجم مقاييس اللغة , دار الجيل , بيروت .
  • أحمد بن محمد الفيومي (ت: 770ه) , المصباح المنير , تحقيق : عبد العظيم الشناوي , دار المعارف , ط2 , مصر . 1431ه.
  • أحمد عبد الحليم , عبد الوهاب المسيري دراسة في سيرته المعرفية ونقده لقيم الحداثة الغربية , المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية , العراق .
  • إسماعيل بن حماد الجواهري (ت: 1002ه) , الصحاح ( تاج اللغة وصحاح العربية ) , تحقيق : أحمد عبد الغفور العطار , دار الحديث , ط2, مصر , 1434ه.
  • ألان دونو , نظام التفاهة , تحقيق : مشعل عبد العزيز الهاجري , دار سؤال , بيروت ط1 , 2020م.
  • أيمن المصري , صناعة الجهل , ندوة فكرية في أكاديمية الحكمة العقلية , 7/11/2017.
  • بشار عبد الله و مريم عبد الرزاق , ظاهرة التضليل في الخطاب الديني لدى ( داعش) ودرجة الوعي الفكري للشباب السعودي ضد التطرف , الجامعة العربية للدراسات الأمنية , السعودية .
  • جمال الدين أبن منظور (ت: 711ه) , لسان العرب , دار إحياء التراث , بيروت , ط4, 1436ه.
  • حاجي خليفة , كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون , دار الفكر , بيروت , ط1 , 2015م .
  • خالد محمد حميدي و إكرامي محمد محمد الشاذلي , التضليل الفكري في العصر الحديث وسبل مواجهته في ضوء القرآن والسنة : السعودية , 2016م .
  • سالم القمودي , حركة الفكر بين التلقائية والتوجيه القسري , مؤسسة الإنتشار العربي , ط1 , بيروت , 2010م.
  • شيريل بينارد , الإسلام الديمقراطي المدني : دار تنوير للنشر , ط1 , القاهرة , 2013م .
  • علي الأمين المزارعي , القوى الثقافية في السياسة العالمية  , ترجمة : أحمد حسن المعيني , منتدى العلاقات العربية والدولية , قطر , 2017ه .
  • علي بن محمد الجرجاني (ت: 816ه) , التعريفات : تحقيق : محمد صديق , دار الكتب العلمية , بيروت , 1389ه.
  • ابن القيم الجوزي (ت:751ه) , إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان , تحقيق علي الأثري , دار ابن الجوزي , السعودية .
  • كارل ماركس , رأس مال :ترجمة : د. راشد البراوي, مكتب النهضة العربي , ط1 , القاهرة 1995م . .
  •  مايكل أوترمان , ريتشارد هيل , بول ويلسون , محو العراق خطة متكاملة لقلع العراق وزرع آخر , شركة المطبوعات , بيروت , ط1, 2011م.
  • محمد باقر الصدر , بحوث في أصول الدين , مجمع الثقلين العلمي , ط2, بيروت , 1427ه.
  • محمد باقر العلامة المجلسي ( ت: 1111ه) , بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار , دار الفكر , ط3, بيروت , 1429ه.
  • محمد رضا المظفر , المنطق , مؤسسة التاريخ العربي , ط1 , بيروت , 2014م.
  • محمد مهدي النراقي (ت: 1209ه) , جامع السعادات , مؤسسة الأعلمي للمطبوعات , بيروت .
  • نعوم تشومسكي , عشر استراتيجيات للتحكم بالشعوب , إعداد ونشر : مركز الكاشف للمتابعة والدراسات الإستراتيجية , 2012م .

المواقع الإلكترونية

  • إبراهيم عبد الحليم , السر وراء قصة رونالدو في كأس العالم 2002 , تاريخ النشر 2022/30/10 almayadeen.net  .
  • قادة الدين , عقيدة الصدمة   , تاريخ النشر : 2018/ 7/6 .   https://www.aljazeera.net   .
  • علي الدر , علم الجهل , مقال منشور بتاريخ 17/ 12/2018 , sasapost.com .
  • https://youtu.be/aKJj42Nkrnl .
  • aa.com.tr.
  • ويكبيديا https://ar.m.wikipedia.org. .

المجلات والصحف

  • مجلة دابق العدد الثاني بتاريخ (2014/07/24) بعنوان «الطوفان 2014 The Flood) .

لقاء صحفي

  • لقاء فلاديمير سوغرين مع في برنامج رحلة في الذاكرة مع المقدم خالد الرشد , قناة RT روسيا تاريخ اللقاء : 2017/6/22.

مؤسسة دار الإسلام الثقافية الخيرية